نبذة من ترجمة المؤلف رحمه الله تعالى (١)
هو إمام الأئمة وهادى هداة هذه الأمة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري ، من هو بأحاسن النعوث حرى ؛ صاحب التأليف الزاهرة ، والتصانيف الفائقة الباهرة ؛ فهو الإمام الكبير في الحديث والتفسير والنحو واللغة والمعاني والبيان وغيرها بلا معاني ؛ كان إمام عصره من غير مدافع ، تشهد إليه الرحال من كل مكان شاسع ؛ أخذ الأدب عن شيخه منصور أبى مضر ، وصنف التصانيف البديعة الغرر ، منها هذا الكتاب في تفسير القرآن ، ولم يدرك شأوه فيه إنسان ، والمحاجاة بالمسائل النحوية ، والمفرد والمركب في العربية ، والفائق في تفسير الحديث ، ولم يرمثله في القديم ولا في الحديث ، وأساس البلاغة في اللغة ، ولم يبلغ كتاب قبله في التمييز مبلغه ، وربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، ومتشابه أسامي الرواة والنصائح الكبار ، والنصائح الصغار ، وضالة الناشد والرائض في علم الفرائض ، والمفصل في النحو وهو كتاب كبير ، وقد اعتنى بشرحه خلق كثير ، والأنموذج في علم العربية ، والمفرد والمؤلف في المسائل النحوية ، ورؤس المسائل الفقهية ، والمستقصى في الأمثال العربية ، والبدور السافرة. في الأمثال السائرة : والكتاب الجليل : المسمى بديوان التمثيل وشقائق النعمان : في حقائق النعمان ، وشافي العي : من كلام الشافعي ، والقسطاس في العروض ومعجم الحدود والمنهاج في الأصول ومقدمة الأدب في اللغة وديوان الرسائل وديوان الشعر والرسائل الناصحة والأمالى الواضحة في كل فمن وغير ذلك.
وكان شروعه في تأليف المفصل في غرة شهر رمضان سنة ٥١٣ ثلاث عشرة وخمسمائة وفرغ منه في غرة المحرم سنة ٥١٥ خمس عشرة وخمسمائة.
وكان قد سافر إلى مكة حرسها الله تعالى وجاور بها زمانا فصار يقال له «جار الله» لذلك وكان هذا الاسم علما عليه. وقد اشتهر أن إحدى رجليه كانت ساقطة وأنه كان يمشي في جارن من خشب. واختلف في سقوطها فقيل إنه كان في بعض أسفاره ببلاد خوارزم أصابه ثلج كثير وبرد شديد في الطريق فسقطت منه رجله. وأنه كان بيده
__________________
(١) منقولة من النسخة الميرية. بتذبيل الأستاذ الفاضل الشيخ ابراهيم الدسوقي مصحح دار الطباعة الميرية سابقا ، رحمه الله تعالى.