يُذَكِّرُنِى حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ |
|
فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ (١) |
فأعرب حاميم ومنعها الصرف ، وهكذا كل ما أعرب من أخواتها ؛ لاجتماع سببى منع الصرف فيها ، وهما : العلمية ، والتأنيث. والحكاية أن تجيء بالقول بعد نقله على استبقاء صورته الأولى. كقولك : دعني من تمرتان ، وبدأت بالحمد لله ، وقرأت سورة أنزلناها. قال :
وَجَدْنا في كِتَابِ بَنى تَمِيم |
|
أَحَقُّ الْخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ (٢) |
__________________
(١) وأشعث قوام بآيات ربه |
|
قليل الأذى فيما ترى العين مسلم |
شككت له بالرمح جيب قميصه |
|
فخر صريعاً لليدين وللفم |
على غير شيء غير أن ليس تابعا |
|
عليا ومن لا يتبع الحق يظلم |
يذكرني حاميم والرمح شاجر |
|
فهلا تلا حاميم قبل التقدم |
لشريح بن أوفى العبسي يوم الجمل ، حين أمر أبو طلحة محمد بن طلحة أن يبرز للقتال ، وكان من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان كلما حمل عليه رجل قال : نشدتك بحم لما فيها من آية (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) حتى حمل عليه العبسي فقتله وأنشأ يقول : ورب أشعث من أثر العبادة كثير القيام والعمل بآيات ربه ، أو القيام في الليل بتلاوتها ، قليل الأذى ، وروى الكرى : أى النوم ، وروى القذى : وهو ما يتساقط في العين فيغمضها : كنى بقلته عن قلة النوم فيما ترى العين : أى في رأى العين ، شككت : أى خرقت له بالرمح جيب : أى طوق قميصه ، كناية عن طعنه به في صدره أو من خلفه حتى نفذ من صدره ، أو نظمت وربطت جيب قميصه بصدره فسقط مطروحا على يديه ووجهه. وعبر بالفم مبالغة في التنكيل ؛ ولأنه أول ما يلقى الأرض من الوجه ، وذلك بلا سبب غير أنه ليس تابعاً لعلى بن أبى طالب ، وهكذا حال كل من لا يتبع الحق ، وهو أنه يعاقب ويهان. يذكرني حاميم ، والحال أن رمحي مختلط في ثيابه وأضلاعه. وقيل المعنى : والحال أن الرماح مختلطة والحرب قائمة ، وقوله فهلا ، فيه نوع توبيخ : أى كان من حقه أن يذكرني بها قبل التقدم للحرب.
(٢) وجدنا في كتاب بنى تميم |
|
أحق الخيل بالركض المعار |
يضمر بالأصائل فهو نهد |
|
أقب مقلص فيه اقورار |
كأن سراته والخيل شعث |
|
غداة وجيفها مسد مغار |
كأن حفيف منخره إذا ما |
|
كتمن الربو كير مستعار |
لبشر بن أبى خازم الأسدى ، وقيل للطرماح. والركض : ضرب الراكب دابته برجله ، وعار الفرس : ذهب هاهنا وهاهنا مرحا عند انفلاته ، وأعاره صاحبه فهو معار. قال أبو عبيدة : والناس يرونه أى يظنون المعار من العارية وهو خطأ. ويروى : المعار بكسر الميم. ويروى : يشمر ، بدل يضمر. والأصائل جمع أصيل كالآصال وهي أواخر النهار. أى يترك بلا علف من أول النهار فيجوع حتى يكون ضامر البطن في آخره ، أو يهيأ ويرسل للقتال في آخر النهار فما بال أوله. والنهد : غليظ الجنبين مرتفع الأضلاع ، والأقب ، رقيق الخصر ، والمقلص ـ كمعظم على اسم المفعول ـ المشمر المشرف طويل القوائم ، ويجوز جعله على اسم الفاعل بمعنى المتشمر المكتنز اللحم. يقال : قلصه بالتشديد شمره ، فقلص هو أيضا : أى تشمر ، ويقال قلصت الناقة كذلك : إذا استمرت على السير. والاقورار : رقة الجسم ونحافته. والسراة : أعلى الظهر. والوجيف : سرعة سير الخيل. والمسد : الحبل. شبه السراة به ـ