ابن مسعود : هو الوشم. وعنه : لعن الله الواشرات والمتنمصات (١) والمستوشمات المغيرات خلق الله (٢). وقيل التخنث.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً)(١٢٢)
(وَعْدَ اللهِ حَقًّا) مصدران : الأول مؤكد لنفسه ، والثاني مؤكد لغيره (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً) توكيد ثالث بليغ. فإن قلت : ما فائدة هذه التوكيدات؟ قلت : معارضة مواعيد الشيطان الكاذبة وأمانيه الباطلة لقرنائه بوعد الله الصادق لأوليائه ، ترغيباً للعباد في إيثار ما يستحقون به تنجز وعد الله ، على ما يتجرعون في عاقبته غصص إخلاف مواعيد الشيطان.
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)(١٢٤)
في (لَيْسَ) ضمير وعد الله ، أى ليس ينال ما وعد الله من الثواب (بِأَمانِيِّكُمْ وَلا) ب (أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) والخطاب للمسلمين لأنه لا يتمنى وعد الله إلا من آمن به ، وكذلك ذكر أهل الكتاب معهم لمشاركتهم لهم في الإيمان بوعد الله. وعن مسروق والسدى : هي في المسلمين. وعن الحسن : ليس الإيمان بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل ، إن قوما ألهتهم أمانى المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم ، وقالوا : نحسن الظنّ بالله وكذبوا ، لو أحسنوا الظنّ بالله لأحسنوا العمل له. وقيل : إنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا ، فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم. وقال المسلمون : نحن أولى منكم ، نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضى على الكتب التي كانت قبله. فنزلت. ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين لقولهم : إن كان الأمر كما يزعم هؤلاء لنكونن خيراً منهم وأحسن حالا (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) ، (إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) وكان أهل الكتاب يقولون : نحن أبناء الله وأحباؤه. لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة. ويعضده
__________________
(١) قوله «الواشرات والمتنمصات» الواشرات : المرققات أسنانهن. والمتنمصات : الناتفات للشعر ، والمتنقشات أيضا. اه صحاح. (ع)
(٢) متفق عليه من رواية علقمة بزيادة «المتفلجات» وفيه قصة.