والفعل ـ هنا ـ مجزوم ، إلا أنه لم يسقط علامة الجزم ـ وهى لغة (١) ـ قد جاءت فى الشعر ، قال الشاعر (٢) :
لو لا فوارس قيس ، وأسرتهم |
|
يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار |
٢٠ ـ قوله تعالى : (جَنِيًّا).
يقرأ بالكسر ـ على الإتباع ـ
٢١ ـ قوله تعالى : (فَرِيًّا).
يقرأ بالمدّ ، خفيفة الياء ، وبعدها همزة ، مثل «هنيئا».
والوجه : أن يكون أبدل الثانية همزة ، كما أبدلها الآخر فى «قرآن».
وكأنه حسن ذلك عنده : أن الواو إذا انضمت ضمّا لازما جاز إبدالها همزة.
وقد شبهوا غير اللازم باللازم ، فهمزوا «لتبلون» ثم شبهوا الياء بها ؛ لأنها مثلها فى المدّ ، والكسر نظير الضمّ (٣).
__________________
(١) قال القرطبى : «الأصل فى ترينّ» : «ترأينّ» فحذفت الهمزة ، كما حذفت من «ترى» ونقلت فتحتها إلى الراء ، فصار «تريين» ثم قلبت الياء ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فاجتمع ساكنان : الألف المنقلبة عن الياء ، وياء التأنيث ، فحذفت الألف ، لالتقاء الساكنين ، فصار «ترى» ثم دخله نون التوكيد ، وهى مثقلة ، فكسر تاء التأنيث لالتقاء الساكنين ، فصار ، «ترين .. وقرأ طلحة ، وأبو جعفر» وشيبة «ترين» بسكون الياء ، وفتح النون خفيفة ...» ٥ / ٤١٣٦ / الجامع لأحكام القرآن ، وانظر ٢ / ٤٢ المحتسب / وانظر ٢ / ٨٧٢ ، ٨٧٣ التبيان.
(٢) الشاعر : لم أقف على من عينه ، وقد استشهد به كثير من النحاة وفى مقدمتهم أبو الفتح حيث قال :
«وأنشد أبو الحسن :
لولا فوارس من قيس ، وأسرتهم |
|
يوم الصليفاء ، لم يوفون بالجار |
واستشهد به على قراءة طلحة «ترين» الشاذة .. وخرجها على لغة من يثبت النون فى الجزم». ٢ / ٤٢ المحتسب.
واستشهد به صاحب الخزانة حيث قال بعد تسجيل البيت :
«على أنّ «أن» قد جاءت فى الشعر غير جازمة ...» ٣ / ٦٢٦.
(٣) قال القرطبى : «وقرأ أبو حيوة «شيئا فريا» بسكون الراء.» ٥ / ٤١٣٨ الجامع لأحكام القرآن.