سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فأشار إلى مسجده. والآية نزلت في مسجد قباء فلا تنافي ؛ فإن ذكر الشىء لا ينفي ذكر ما عداه ، إذا اشتركا في تلك الصفة والله أعلم).
٢ ـ الصلة بين قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) وبين ما بعدها (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ...) واضحة إذا المعنى : استغن بما آتاك الله من القرآن العظيم عماهم فيه من المتاع والزهرة الفانية ، ومن ههنا ذهب ابن عيينة إلى تفسير الحديث الصحيح «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» إلى أنه يستغني به عما عداه. قال ابن كثير : (وهو تفسير صحيح ولكن ليس هو المقصود من الحديث). والخطاب وإن توجه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهو خطاب لكل فرد من أمته. قال ابن عباس فيها : «نهي الرجل أن يتمنى ما لصاحبه» وفي سبب نزول قوله تعالى : (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ...) أخرج ابن أبي حاتم بسنده كما ذكره ابن كثير عن أبي رافع صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم قال : ضاف النبي صلىاللهعليهوسلم ضيف ولم يكن عند النبي صلىاللهعليهوسلم أمر يصلحه. فأرسل إلى رجل من اليهود : «يقول لك محمد رسول الله أسلفني دقيقا إلى هلال رجب» قال لا إلا برهن. فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته فقال : «أما والله إني لأمين من في السماء وأمين من في الأرض ، ولئن أسلفني أوباعني لأؤدين إليه». فلما خرجت من عنده نزلت هذه الآية (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) إلى آخر الآية كأنه يعزيه عن الدنيا.
٣ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) يذكر ابن كثير الحديث الموجود في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذّبه طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذّب ما جئت به من الحق».
٤ ـ رجحنا أثناء التفسير ما رواه البخاري عن ابن عباس في قوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ* الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) وهو الذي لا يحتمل غيره وذكرنا هناك أن هناك اتجاهات أخرى في تفسير المقتسمين. ومن ذلك تفسير المقتسمين بأنهم الذين تحالفوا