أهل أن يقيموا ويثبتوا خالدين ، فالكاف والميم فاعل فى المعنى ، وإن كان فى اللفظ خفض بالإضافة. وأما قوله :
وما هى إلّا فى إزار وعلقة |
|
مغار ابن همّام على حىّ خثعما (١) |
فهو أيضا على حذف المضاف. المعنى : وما هى إلّا فى إزار وعلقة وقت إغارة ابن همّام. ألا ترى أنه قد عدّاه ب «على» إلى «حى خثعما» ، فإذا عدّاه ثبت أنه مصدر ، إذ اسما المكان والزمان لا يتعديان ، فهو من باب / : خفوق النجم ، ومقدم الحاج ، وخلافة فلان ، ونحو ، من المصادر التي استعملت فى موضع الظرف ، للاتساع فى حذف المضاف ، الذي هو اسم زمان ، وإنما حسن ذلك فى المصادر لمطابقتها الزمان فى المعنى ؛ ألا ترى أنه عبارة عن منقض غير باق ، كما أن الزمان كذلك ، ومن ثم كثر إقامتهم «ما» التي مع الفعل بمعنى المصدر مقام ظرف الزمان ، لقولهم : أكلمك ما خلا ليل نهارا ، وما خلقت جرة درة ، (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) (٢) ؛ حتى إن قوما من النّحويين يسمونها : «ما» الوقت ، وحقيقته : ما أعلمتك.
وقال فى «التذكرة» : القول فى «مثوى» : إنه لا يخلو من أن يكون اسم مكان أو مصدرا ، والأظهر المكان ، فإذا كان كذلك فالحال من المضاف إليهم ، كما إن قوله ـ يعنى الجعدي :
كأنّ حواميه مدبرا |
|
خضبن وإن كان لم يخضب (٣) |
__________________
(١) البيت لحميد بن ثور. والعلقة : ثوب قصير بلا كمين تلبسه الصبية تلعب فيه.
(٢) المائدة : ١١٧.
(٣) الحوامي : ميامن الحافر ومياسره. يصف فرسا.