سورة البقرة
قوله تعالى في شأن المنافقين وإظهارهم الإيمان مع إضمار الكفر (١) وعدم الأمر بقتلهم يدل على جواز استتابة الزنديق ، فإنه تعالى ما أمر بقتلهم.
قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٩).
هو مجاز في حق الله تعالى ، فإن الخديعة إخفاء الشيء. ولا يخفى على الله شيء. والقوم إن لم يعرفوا الله تعالى فلا يصح أن يقصدوه بالخداع ، وكذلك إن عرفوه ، ولكنهم عملوا عمل المخادع ، ووباله (٢) رجع إليهم ، وكأنهم إنما يخادعون أنفسهم.
أو يقال : يخادعون رسول الله ...
وقوله تعالى : (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (١٥).
يجوز أن يكون مقابلة الكلام بمثله ، كقوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها)(٣) ، وكذلك (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(٤) الآية ..
__________________
(١) أي في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) سورة البقرة آية ٨.
(٢) أي نتيجة خداعهم.
(٣) سورة الشورى آية ٤٠.
(٤) سورة البقرة آية ١٩٤ ونص الآية : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) ..