بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة المائدة
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)(١) الآية (١) :
اعلم أن العقود في الشرع منقسمة إلى ما يجب الوفاء به ، وإلى ما لا يجب ، وإلى ما لا يجوز.
فأما ما لا يجوز مثل عقود الجاهلية على النصرة على الباطل في قولهم : دمي دمك ، ومالي مالك ، وأنا أجيرك ، فيعاهده على أن ينصره على الباطل ، ويمنع حفا توجه عليه ، فهذا لا يجب الوفاء به.
والوجه الآخر : ما يتخير في الوفاء به.
والوجه الثالث : ما يجب الوفاء به ، والذي يجب الوفاء به ، هو الذي يتضمن تحقيق حق أوجب الله تعالى الوفاء به.
فإذا انقسمت العقود إلى باطل وصحيح ، فربما يقول القائل : الأصل اتباع الشروط والعقود ، نظرا إلى مطلق اللفظ ، والقائل الآخر يقول :
__________________
(١) هي العقود التي عقدها الله على عباده والزمهم بها من مواجب التكليف ، والعقود جمع عقد وهو العهد الموثق.