كما هو الحال في معاجم المعاني التّقليديّة ، بل كلّ ما عليه هو أن يذكر كلمة شائعة تتعلّق بالفكرة أو المفهوم الذي يودّ التّعبير عنه ثمّ يبحث عنه في مكانه وفق التّرتيب الألفبائيّ ، حيث يجد مجموعة من الكلمات المرادفة أو المجانسة لتلك الكلمة الشائعة. وكثيرا ما يجد من بين تلك الألفاظ لفظة تحيله إلى مزيد من الكلمات ذات العلاقة. فإذا كان يبحث عن كلمات تتعلّق بالرّجوع ، يبحث عن «رجع» مثلا حيث يجد «عاد ، آل ، قفل ، آب ، آد ، انكفأ ، حار ، انقلب ، عطف ، قدم ، ثاب ، أثاب ، آض ، كرّ راجعا» ، كما يجد إحالة إلى «عاد» حيث يجد مزيدا من الكلمات والتّعبيرات ذات العلاقة بما يبحث عنه. هناك بالإضافة إلى المفردات الشائعة في المداخل حالات قد ترد فيها كلمات أقلّ شيوعا فيكون المكنز في هذه الحالة بمثابة المعجم الشارح بالتّرادف ، كما في «آصرة» حيث نجد : «علاقة ، حقّ ، ذمام ، عهد ...» مع الإحالة إلى «علاقة» حيث المزيد.
غير أنّه لا بدّ لنا من التّنبيه إلى أنّ ليس من أهداف المكنز الذي بين أيدينا التّمييز بين الكلمات المترادفة أو المتجانسة ولا شرح معاني المداخل. فهذان مطلبان يجدهما الباحث في معاجم المعاني الموضوعيّة مثل (مخصّص) ابن سيده ومختصره (الإفصاح في فقه اللّغة) أو في (فقه اللّغة) للثّعالبي ممّا تحدّثنا عنه في القسم السابق من هذه المقدّمة. أمّا شرح معاني الكلمات فهو عمل معاجم الألفاظ من أمثال (لسان العرب) و (القاموس المحيط) و (المعجم الوسيط) وغيرها من المعاجم المعروفة.
تنظيم المكنز :
لقد تمّ بصورة عامّة اختيار الكلمات الكثيرة الدّوران والشّيوع لتمثّل المدخل إلى الكلمات الأخرى. ويتلو كلّ كلمة مدخل جذر الكلمة ، ثمّ نوعه (إن كان فعلا أو اسما أو صفة) حيث إنّ كثيرا من الكلمات العربيّة تعدّ من المشترك اللّفظيّ. يتبع ذلك الكلمات المرادفة أو المجانسة للمدخل مرتّبة وفق درجة شيوعها ، وقد يتبعها كذلك بعض التّعبيرات الاصطلاحيّة أو شبه الاصطلاحيّة التي تؤدّي المعاني نفسها.
هذا وإذا كان للكلمة أكثر من معنى أورد لكلّ معنى مدخل خاصّ به ، وينبّه إلى ذلك برقم يلحق بالمدخل. فكلمة مثل «آزر» قد تعبّر عن المساعدة كما أنّها قد تعبّر عن المساواة. عليه نجد «آزر ١» متلوّا بالكلمات المعبّرة عن هذا المفهوم. ثمّ نجد «آزر ٢» متبوعا بكلمتي «ساوى ، حاذى».
وتسهيلا على الباحث التزمنا التّرتيب اللّفظيّ الألفبائيّ ، دون النّظر إلى جذر الكلمة أو اشتقاقها ، كما هو التّقليد في مثل هذا النّوع من التّرتيب الألفبائيّ ، مع بيان جذر الكلمة لمزيد من الفائدة ، خاصّة لطبيعة اللّغة العربيّة الاشتقاقيّة.
ونظرا لأنّ العربيّة لغة اشتقاقيّة وتأتي من الجذر نفسه عدّة ألفاظ ، فقد ألحقنا بالمكنز فهرسا