غمم :
الغَمّ : الكَرْب على ما مَضَى سُمِّى بذلك لاشتماله على القلب كما سُمِّى السَّحاب غَيماً لأنّه يَغُمّ السَّماء ، أى : يَسترها.
والغَمم : سَيلان الشَّعَر حتَّى يغطّى الوجه والقفا ، قال هُدبة :
فلا تَنْكِحَنْ انْ فَرَّقَ اللهُ بينَنا |
|
أغَمَ القَفا والوَجْهِ ليسَ بأنْزَعَا (٢٩) |
وذكر لنا شيخُنا العلّامة ، أنّ للقلب آفتَين ، وهما الغَمّ والهَمّ. فالغَمّ يَعْرُض عنه النّوم ، والهَمّ يَعْرُض عنه السَّهَر. وذلك بأنّ الهَمّ فيه فِكْر فى الخَوف بما سيكون ، فمنه يكون السَّهر ، والغَمّ لا فِكْرَ فيه ، لأنّه انّما يكون بما قد مضى وانْقَضَى.
ولمّا كان القلبُ وعاءَ الدّم ، والغَمّ يُهَيِّج الحرارةَ الغريزيّة ، فتلك الحرارةُ تَعبث بوعاء الدّم هو القلب ، ولذلك كُرِهَ الغَمُ خَوْفَ العَوارضِ المكروهة التى تُهَيِّج الحرارة ، وتُسخِّن المزاج ، فينحلّ الدّم ، ويَنتقض تركيبُ الطّبيعة.
فالهَمّ فَناء القلب ، والغَمّ مرض القلب. فايّاك والغَمّ فإنّه ذَهاب الحياة ألا ترَى أنّ الحىَّ اذا غُمَ تَلَاشَى منه؟!
والتَّغَمْغُم : الكلام الذى لا يَبين. والغِمامة : ما تُشَدّ به الجراحات والكسور. والغَميم : لبن يسخَّن حتّى لغلظ. وغَمَّت عليه الحمَّى ، أى : دامت ، وهو امّا من الغَمّ ، وامّا من التّغطية ، كأنّها قد غَطَّتْهُ.
غمى (٣٠) :
الغَمَى ، والغِماء : الغِطاء. ويقال : غُمِي على المريض وأُغْمِي عليه : غُشِي عليه