هو المريض. وأمّا التّشنّج ، وهو الأكثر ، فانّه يكون عن أسبابه مثل الكائن عن حُميّات حادّة واستفراغات عن اسهال أو قَىء أو رُعاف ونحوها. واذا تَشَنَّج شِقٌّ جَذَب الشّقّ الثّانى اليه.
وكلُ لَقْوَة امتدَّت ستّة أشهر فلا يُرجَى بُرؤها وقد تُنْذِر بفالَج أو سكتة. وقد زعم بعضُهم أنّ المَلْقُوَّ يُخاف عليه موت الفَجْأة الى أربعة أيّام فانْ جاوَزَها نجا. ومعرفة الشّقّ المأؤُوْف أنّه الذى اذا مُدَّ وأُصْلِح باليَد سَهُل رجوع الآخر بالطّبع الى شَكلِه. وعلامة الاسترخائيّة تَكَدَّر المحسّسات الثّلاث ، التى هى الشّمّ والذَّوق والبَصَر ، ولِيْن فى الجلد ولا يُحَسّ بتمدّد ، وينحدر الجفن الأسفل ، ويُرَى الغِشاء الذى على الحنك المحاذى لتلك العين مُسترخيا رَطْباً رَهْلاً. وعلامة التّشنّجيّة المذكورة تمدّد الجلدِ تمدّدا تَبْطُل معه الغُضون ويصلب عضل الوجه ، ويقِلّ الرّيق. وقيل أنّ الجلد من الجانب المتشنِّج الى نواحى الرّقبة يزداد استِرخاؤه ، وَرَدُّ الفَكّ باليد الى الشَّكل الطّبيعىّ أعسر ، ولا يمكن تغميض العين التى فى الجانب الصّحيح.
وعلاجه أنْ لا يُحَرَّك المَلْقُوّ الى الرّابع والسّابع مُطلقا ، ويُلَطَّف مِزاجه بمثل ماء الحمُّص والزَّيت ولا يُجَفَّف بمثل العَسَل والفِراخ. وانْ كانت الطّبيعة يابسة فتُحَرَّك فى اليوم الثّانى بحقنة لضرورة القَبْض والاستعجال الى الدّواء الحارّ الذى يُجَفِّف المادّة ويُغَلِّظُها ، ويُوجِب يُبْس العَصَب فيَضْعُف تأثير الدّواء فيه. ويجب العلاج بما يعالَج به الفالج والتّشنّج بحسب ما يُناسب. وقد جُرِّب أنّ المَلْقُوَّ اذا شَرب كلّ يوم وزن درهمين من أيارج هِرْمِس متَّصلا أثّر أثَرا قويّا. وممّا يجب أن يُسْقَى كلَّ يوم زنجبيلا ووجّاً معجونَين بالعسل بُكرة وعَشِيَّة قدر جَوزة. ويجب أنْ لا يُقْطَع عنه ماءُ العسل.