النَّفْسَ ويُفزعها بظُلْمَته من داخلها كما تُوحشها الظُّلمة وتفزعها من الخارج.
وسببه فى الأكثر :
ـ امّا سوداء وعَلامَتها الهَمّ والفِكَر والخَوف والفَزَع والبُكاء والتَّخيّلات الرَّديئة وحُبّ الوَحْدَة والظُّلمةِ. وعلاجها الفَصْد بشروطه. واستفراغ السّوداء بمطبوخ الأفْتِيْمُوْن بعد الانضاج وتَرطيب البَدَن بالأغذية والأشربة ، وتقوية الدّماغ والقَلْب بالمفرِّحات المعتدلة.
ـ وامّا صفراء لم يشتدّ احتراقها ، وعلامتُها البَهر والاضطراب والصِّياح وكثرة الغَضب وصُفْرَة اللّون ، وعلاجها تنقية البدَن بمطبوخ الاهْلِيْلَج (٢) وتعديله بالأغذية والأشربة الباردة الرّطبة.
ـ وامّا دَمٌ لم يشتدَّ احتراقه. وعلامته الضَّحك وحُمْرَة العين وعِظَم النَّبض مع سُرْعَةٍ. وعلاجه الفَصْد وتنقية البدَن بمطبوخ الفاكهة وتَرطيبه.
ـ وامّا بَلْغَم لم يشتدَّ احتراقه وهو نادر. وعلامته الكَسَل والسُّكون. وعلاجه تنقية البدن بالحبوب والايارجات.
ومواضع الأسباب المذكورة :
ـ امّا فى الدّماغ نفسه.
ـ وامّا متوجِّهة اليه من البدن كلّه.
ـ وامّا من عُضْوٍ مخصوص.
وعلامة الذى فى الدِّماغ نفسه افراطٌ فى الفِكْرَة ودَوام الوَسواس والنّظر الدّائم الى الشَّىء الواحد ، والى الأرض.
وعلامة الذى بمشاركة البَدَن كلِّه احتباس ما كان يُسْتَفْرَغ عادة. وتَقَدُّم استعمال أغذية يتولَّد عنها ذلك الخِلْط.