وهو مُرَكَّب من قُوَى حارّة لَطيفةٍ وباردةٍ غَليظةٍ تَغْلِب الحرارةُ عليه ، ويَفْعَل بكيفيّتها جميعاً. ووُصِفَ بأنّه بارد فى الأولى ويابس فى أوَّل الثّانية.
وهو مُرَكَّب من جَوهر مائىّ وأرضىّ. وفيه حَرارةٌ وقَبْضٌ ومَرارةٌ وقَليلُ حَلاوةٍ. والقوَّة المُرّة تَثْبُت فيه ما دام طَرِيّاً ، فاذا يبس قَلَّتْ مرارتُه ، ولذلك يُسْهِل رَطْبُه إذا شُرِب منه وزن عشرة دراهم.
وهو مُفَتِّح للسُّدَد ويُسَكِّن حَرَكَة الصّفراء ويُسَكِّن الصُّداع. وشَمُّه يُعَطِّس حارَّ الدِّماغ. وهو جَيّد للكبد والمعدة. ويُقَوِّى مُرَبَّبُه بالعَسَلِ المعدةَ. ويُعين على الهَضْم. ودُهْنُه يُطْفِىءُ التهابَ المعدةِ. وشُرْبُه نافعٌ لمن فى معدته استرخاءٌ. والنَّوم على المفروش منه يَقطع شهوة الباه. والطّرىّ ربّما أسْهَلَ. ووَزْنُ عَشرة دراهم من يابسه لا يُسْهِل ، غير أنّ دُهْنَه يُسْهِل.
واعْلَمْ أنّ وَرْدَ نَصيبين يُسْهِل بخاصيّتِه وكذلك البغدادىّ والفارسىّ. وأمّا اليَمَنىّ والعُمانىّ والمغربىّ ، فانْ أسْهَل فقد يكون إسْهالُه بالعَصْر.
وماؤه بارِدٌ رَطْبٌ ولا يَخْلو من حَرٍّ لَطيف مُقَوٍّ للدِّماغ والقَلْب والمعدة ، مُزِيْل للغَشْى ، مُنَشِّط للنَّفْس ، مُسَكِّن للصُّداع والخفَقان الحارَّين ، نافِعٌ لنَفْثِ الدّم ، لكنّه يَضُرُّ شَهوةَ الباهِ ، ويُسْرِعُ الشَّيْبَ.
والوِرْدُ : من أسماء الحمَّى. وعن الأصمعىّ : يوم الحمَّى اذا أخذت صاحبَها.
والوَرِيدان : عِرقان فى العُنق. وعن أبى زيد : هُما عِرْقان بين الأوداج وبين اللِّيْتَين ، قال : وهما من البَعير الوَدَجان. وقال الفرّاء : الوَرِيدُ : عِرْقٌ بين الحلقوم والعِلباءَين ، والجمع أَوْرِدَة.
(وبَنات وِرْدَان : دَوابُّ معروفة توجد فى الأماكن الرَّطبة كثيرا)(١٨).
ووَرْدُ الرُّمّان ، هو الجُلَّنار ، فارسىّ. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية. قاطِعٌ