بجميع آيات الذكر الحكيم. ولذا فقد حرصت فى كل مرة على ذكر الآيات القرآنية بنصها ورقمها وموقعها من السور ، فضلا عن تبويب موضوعى لبعض الآيات التى تحدثت عن الخلق ، لعل ذلك يكون إحكاما لهدف أساسى عندى وهو أن يكون هذا الكتاب فى النهاية مرجعا من المراجع ، إليه قد يعود الباحثون.
وفوق ذلك فقد ألزمت نفسى بأسس العلم الذى تعلمته من ممارستى الطويلة فى مجالى الحمل والولادة ، مع المطابقة بينها وبين آيات القرآن الكريم. وصدرت فى ذلك عن إيمان عميق لدى بأن ما نعلمه وما نمارسه يجب أن يتطابقا مع كل ما ذكره الحق فى كتابه الكريم ، وفى الحديث النبوى الشريف ، وإلا كان علما ناقصا وغير صحيح .. ذلك أنهما من وحى الله تعالى الذى خلق الإنسان وهو أعلم بخلقه سبحانه.
ولست أدعى تبحرا فى الدين أو تفسير آى الذكر الحكيم ، لكننى أفخر بكونى مسلما يسكن الإيمان أعماقه ، ويزداد اقترابا من الله فى كل لحظة يعايش فيها إبداع الخالق جل وعلا ويلمس إعجازه.
من هذا المنطلق ـ مسلحا بالعلم الحديث ـ فإننى أقرأ فى الآية (٦) من سورة الزمر وصفا علميا مفصلا عن أطوار خلق الجنين فى قول الله تعالى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ.) وأفهم من نص الآية ـ بحقائق العلم ـ أن الجنين يمر فى أطوار من بعد أطوار وخلق من بعد خلق. لقد جعل الله الجنين فى ظلمات ثلاث ، هى ظلمة الكيس الأمينوسى حول الجنين .. ثم ظلمة الرحم وجداره .. ثم ظلمة جدار البطن ؛ وقد تكون هذه هى الظلمات الثلاث. والجنين فى أول مراحله يكون من ثلاث طبقات ، وجدار الرحم أيضا ثلاث طبقات. كل هذه الظلمات ثلاث ، وكل منها يمكن أن تفسر الآية الكريمة.
وكان واضحا تمام الوضوح أمامى أننى أخوض حقلا ليس بالسهل. صحيح أن الله قد وهبنى نعمة العلم والخبرة ، لكننى كنت أريد أن أقدم كل ما مارسته طوال عمرى فى إطار إبداع الله سبحانه فى الخلق ، وكيفية بيان آيات القرآن لهذا