علاقة الرحم بجسم الأم ، وموقعه المثالى لتخلق ونمو كائن جديد. ويقع الرحم فى وسط الجسم ، وفى مركز الحوض ، وهو محاط بالعظام والعضلات والأربطة التى تثبته بقوة فى الجسم (٢). أى أنه مكين ، كما قرر القرآن الكريم.
وفوق النمو الهائل لحجم الرحم ، والذى يصل إلى ثلاثة آلاف ضعف حجمه الأصلى ، فإن وزن الرحم يزيد من خمسين جراما إلى ألف جرام. كذلك فإن ما يحمله فى طياته يبلغ خمسة آلاف جرام ، منها ٣٥٠٠ جرام وزن الجنين عند نهاية الحمل و ١٠٠٠ جرام وزن السائل الأمينوسى المحيط بالجنين و ٥٠٠ جرام وزن المشيمة.
وهكذا نجد أن كلمتى «قرار» و «مكين» تعبران تعبيرا تاما عن حقيقة الرحم ووظائفه الدقيقة ، وعن العلاقة الحميمة بين الجنين والرحم ، وبين الرحم وجسم الأم. وذلك إعجاز فى التعبير والوصف لا يدرك أهميته إلا المتخصص الذى له علم بحاجات نمو الجنين ، وحاجات الرحم ، لمواكبة هذا النمو حتى يخرج سليما.
الخلاصة :
اختار القرآن الكريم اسم «نطفة» عنوانا على هذا الطور من أطوار التخلق الإنسانى. وهو اسم عربى يعنى القليل من الماء أو قطرة منه.
يبدأ خلق الجنين من قليل من ماءى الأب والأم ، ثم يأخذ شكل القطرة فى مرحلة التلقيح (الزيجوت) ، وقبل التلقيح ينسل الحوين المنوى من الماء المهين فيكون ـ كما قرر القرآن الكريم ـ سلالة من ماء مهين.
وشكل الحوين المنوى يشبه السمكة الطويلة ، وهذا هو أحد معانى لفظ «سلالة» الذى استعمله القرآن الكريم لوصف هذه المرحلة.
وبالتلقيح بين الحوين المنوى والبييضة يكون الجنين فى شكل نطفة مكونة من
__________________
(٢) «يحفظ الحوض العظمى الرحم بداخله بحيث لا يصله شىء من الكدمات والهزات التى تتعرض لها المرأة. بل لو أصيبت المرأة فى حادث أو سقطت من شاهق وتكسرت عظامها فإننا نجد الرحم ، فى أغلب الأحوال ، سليما لم يمسسه سوء». المصدر السابق