ومثل له بـ :
قوله تعالى : (عذاب يوم أليم) (١) (وحور عين) (٢) ، بالجر في قراءة حمزة (٣) والكسائي (٤).
وقولهم : جحر ضب خرب.
وحكم بأن فائدة ذلك : التنبيه على أنه ينبغي أن يقتصد في صب الماء عليها ، وتغسل (٥) غسلا يقرب من المسح (٦) ، انتهى.
__________________
الأول : إن الكعب عبارة عن العظم الذي تحت مفصل القدم ، وعلى هذا التقدير يجب المسح على ظهر القدمين.
والثاني : إنهم سلموا أن الكعبين عبارة عن العظمين الناتئين من جنبي الساق ، إلا أنهم التزموا ، أنه يجب أن يمسح ظهور القدمين إلى هذين الموضعين. وحينئذ لا يبقى هذا السؤال.
ومنه يعلم غلط النووي الشافعي في نفي اللبس بقرينة التحديد إلى الكعبين ، لا محالة.
(١) سورة هود ١١ : ٢٦.
(٢) سورة الواقعة ٥٦ : ٢٢.
(٣) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل ، أبو عمارة التميمي ، مولاهم ، الكوفي ، الزيات ، شيخ القراء ، قرأ عليه حمران بن أعين ، والأعمش. أصله من فارس ، ومات بحلوان سنة ١٥٨ ه عن ثمان وسبعين سنة ، وقيل غير ذلك.
طبقات ابن سعد ٦ / ٣٨٥ ، المعارف : ٥٢٩ ، الكنى والأسماء ٢ / ٣٧ ، فهرست ابن النديم : ٣٢ ، الفن الثالث من المقالة الأولى ، غاية النهاية ١ / ٢٦١ ، النشر في القراءات العشر ١ / ١٦٥.
(٤) هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز ، أبو الحسن الأسدي ، مولاهم ، الكوفي الكسائي ـ لكساء أحرم فيه ، وقيل غير ذلك ـ حدث عن الإمام الصادق (عليهالسلام) ، وجالس الخليل في النحو ، وكان ذا منزلة عند هارون ، وأدب ولده الأمين ، صنف في معاني القرآن ، والقراءات ، والنحو غير ذلك ، ومات بالري بقرية ارنبويه سنة ١٨٩ ه عن سبعين سنة.
المعارف : ٤٥ ٥ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ١٣١ رقم ٤٤ ، البداية والنهاية ١١ / ١٠٢ ، غاية النهاية ١ / ٥٣٥ ، النشر في القراءات العشر ١ / ٢٧٢.
(٥) في م ور : ويغسل والصحيح تأنيث الفعل بقرينة لفظ عليها المتقدم.
(٦) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ١ / ٢٦٤.