__________________
المتوكل الذي كان من أشد بني العباس حقدا على أهل البيت (عليهالسلام) ، ونصرة للفكر السلفي الذي يتبناه زهير بن حرب ونظراؤه من أهل الحديث.
وأما إسحاق ، فهو ابن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المعروف بابن راهويه المروزي.
ولد سنة ١٦١ ـ أو ١٦٦ ، ومات سنة ٢٣٧ ـ أو ٢٣٨ ه وثقه رجال العامة كثيرا ولم نجد في كتبهم من ضعفه ، لكنه اختلف عليه في حديث الجمع بين الظهرين في الصلاة ، ففي التهذيب لابن حجر : أنه روى حديث أنس ، أنه قال : كان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر ثم ارتحل بينما رواه ابن راهويه نفسه في صحيح مسلم ـ من طريق آخر ـ وفيه إذا كان في سفر وأراد الجمع آخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما. تهذيب التهذيب ١ / ١٩٠ ـ ١٩٢ رقم ٤٠٨ ، والاختلاف بينهما ظاهر مع أن راويهما واحد وهو ابن راهويه ، وهذا وإن كان غير قادح فيه إلا أنه يعني أنه ليس كل ما رواه الثقة يرى صحته ، لا سيما في صورة المعارضة أو الاختلاف ، وقد يكون حديث زيل للأعقاب من هذا القبيل عند ابن راهويه.
وأما جرير ، فهو ابن عبد الحميد بن يزير القاضي أبو عبد الله الضبي ، نزيل الري ، ولد سنة ١٠٧ ه ـ أو ١١٠ ه ومات سنة ١٨٨ ه ، وثقوه كثيرا مع هذا لم يكن فطنا ، واتهمه سليمان الشاذكوني بالكذب.
قال الشاذكوني : قدمت على جرير ، فأعجب بحفظي ، وكان لي مكرما ، قال : قدم يحيى ابن معين والبغداديون الذين معه .. فرأوا موضعي منه ، فقال له بعضهم : إن هذا إنما بعثه يحيى القطان ، وعبد الرحمن ليفسد حديثك عليك ، ويتبع عليك الأحاديث!! إلى أن جرى الكلام بينهما عن حديث طلاق الأخرس الذي كان يحدث به جرير تارة عن مغيرة ، وأخرى : عن سفيان ، عن مغيرة ، وثالثة : عن ابن المبارك ، عن سفيان ، عن مغيرة!! وكان الحديث موضوعا.
فقال له الشاذكوني : حديث طلاق الأخرس ممن سمعته؟
قال : حدثنيه رجل من خراسان ، عن ابن المبارك.
قلت : قد رويته ، مرة : عن مغيرة ، ومرة : عن سفيان ، عن مغيرة ، ومرة : عن رجل ، عن ابن المبارك ، عن سفيان ، عن مغيرة. ولست أراك تقف على شئ! فمن الرجل؟!
قال : رجل من أصحاب الحديث جاءنا.
قال : فوثبوا بي ، وقالوا : ألم نقل لك : إنما جاء ليفسد عليك حديثك؟
قال : فوثب بي البغداديون ، وتعصب لي قوم من أهل الري ، حتى كان بينهم شر شديد!!