والكمالات ، قال جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه : علم الله تعالى عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته فأقام سبحانه بينه وبينهم مخلوقا من جنسهم في الصورة فقال : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) وألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيرا صادقا وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته فقال سبحانه : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) [النساء : ٨٠] ثم أفرده لنفسه خاصة وآواه إليه بشهوده عليه في جميع أنفاسه وسلى قلبه عن إعراضهم عن متابعته بقوله جل شأنه : (فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأعرضوا عن قبول ما أنت عليه لعدم الاستعداد وزواله (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) لا حاجة لي بكم كما لا حاجة للإنسان إلى العضو المتعفن الذي يجب قطعه عقلا فالله تعالى كما في (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا مؤثر غيره ولا ناصر سواه (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) لا على غيره من جميع المخلوقات إذ لا أرى لأحد منهم فعلا ولا حول ولا قوة إلا بالله (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المحيط بكل شيء ، وقد ألبسه سبحانه أنوار عظمته وقواه على حمل تجلياته ولو لا ذلك لذاب بأقل من لمحة عين ، وإذا قرئ «العظيم» بالرفع فهو صفة للرب سبحانه ، وعظمته جل جلاله مما لا نهاية لها وما قدروا الله حق قدره نسأله بجلاله وعظمته أن يوفقنا لإتمام تفسير كتابه حسبما يحب ويرضى فلا إله غيره ولا يرجى الا خيره.