منها تحجب العليا أو إشارة إلى حجب الحواس الخمس الظاهرة وحاستي الوهم والخيال ، وقيل غير ذلك (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ) قيل أي سماء العناية (ماءً) أي ماء الرحمة (بِقَدَرٍ) أي بمقدار استعداد السالك (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) أي أرض وجوده (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ) أي نخيل المعارف (وَأَعْنابٍ) أي أعناب الكشوف ، وقيل النخيل إشارة إلى علوم الشريعة والأعناب إشارة إلى علوم الطريقة (لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ) هي ما كان منها زائدا على الواجب (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) إشارة إلى ما كان واجبا لا يتم قوام الشريعة والطريقة بدونه (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) إشارة إلى النور الذي يشرق من طور القلب بواسطة ما حصل له من التجلي الإلهي (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) أي تنبت بالجامع لهذين الوصفين وهو الاستعداد ، والآكلين إشارة إلى المتغذين بأطعمة المعارف (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) فيه من الأمر بمكارم الأخلاق ما فيه. (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي الاغترار بالأعمال وإرشاد إلى التشبث برحمة الملك المتعال ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته ويغفر لنا ما ارتكبناه من مخالفته ويتفضل علينا بأعظم مما نؤمله من رحمته كرامة لنبيه الكريم وحبيبه الذي هو بالمؤمنين رءوف رحيم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشرف وعظم وكرم.