قائمة الکتاب
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
الآيات : 13 ـ 24
٢٩٢سورة فاطر
سورة يس
إعدادات
روح المعاني [ ج ١١ ]
روح المعاني [ ج ١١ ]
المؤلف :أبي الفضل شهاب الدين السيّد محمود الألوسي البغدادي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :406
تحمیل
يخفى بعده ، والوجه عندي ما ذكر أولا ، و (ما ذا) تحتمل أن تكون منصوبة بقال أي أي شيء قال ربكم ، وتحتمل أن تكون في موضع رفع على أن ما اسم استفهام مبتدأ وذا اسم موصول خبره وجملة قال صلة الموصول والعائد محذوف أي ما الذي قاله ربكم ، وقرأ ابن عباس وابن مسعود وطلحة وأبو المتوكل الناجي وابن السميفع وابن عامر ويعقوب «فزّع» بالتشديد والبناء للفاعل والفاعل ضمير الله تعالى المستتر أي أزال الله تعالى الفزع عن قلوبهم.
وقال أبو حيان : هو ضميره تعالى إن كان ضمير قلوبهم للملائكة وإن كان للكفار فهو ضمير مغريهم.
وقرأ الحسن «فزع» بالتخفيف والبناء للمفعول فعن قلوبهم نائب الفاعل كما في قراءة الجمهور ، وقرأ هو وأبو المتوكل أيضا وقتادة ومجاهد «فرغ» بالفاء والراء المهملة والغين المعجمة مشددا مبنيا للفاعل بمعنى أزال ، وقرأ الحسن أيضا كذلك إلا أنه خفف الراء ، وقرأ عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما والحسن أيضا وأيوب السختياني وقتادة أيضا وأبو مجلز «فرغ» كذلك إلا أنهم بنوه للمفعول وقرأ ابن مسعود في رواية وعيسى «افرنقع» قيل بمعنى تفرق.
وقال الزمخشري : بمعنى انكشف ، والكلمة مركبة من حروف المفارقة مع زيادة العين كما ركب اقمطر من حروف القمط مع زيادة الراء ، وفيه إيهام أن العين والراء من حروف الزيادة وليس كذلك ، وقرأ ابن أبي عبلة «الحق» بالرفع أي مقوله الحق (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أمر صلىاللهعليهوسلم أن يقول ذلك تبكيتا للمشركين بحملهم على الإقرار بأن آلهتهم لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وإن الرزاق هو الله عزوجل فإنهم لا ينكرونه وحيث كانوا يتلعثمون أحيانا في الجواب مخافة الإلزام قيل له عليه الصلاة والسّلام (قُلِ اللهُ) إذ لا جواب سواه عندهم أيضا (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي وإن أحد الفريقين منا معشر الموحدين المتوحد بالرزق والقدرة الذاتية العابدية وحده عزوجل ومنكم فرقة المشركين به العاجزين في أنفسهم عن دفع أدنى ضر وجلب أحقر نفع وفيهم النازل إلى أسفل المراتب الإمكانية المتصفون بأحد الأمرين من الاستقرار على الهدى والانغماس في الضلال ، وهذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به : قد أنصفك صاحبك ، وفي درجة بعد تقدمة ما قدم من التقرير البليغ دلالة ظاهرة على من هو من الفريقين على هدى ومن هو في ضلال ولكن التعريض أبلغ من التصريح وأوصل بالمجادل إلى الغرض وأهجم به على الغلبة مع قلة شغب الخصم وفل شوكته بالهوينا ، ونحوه قول الرجل لصاحبه قد علم الله تعالى الصادق مني ومنك وإن أحدنا لكاذب ، ومنه قول حسان يخاطب أبا سفيان بن حرب وكان قد هجا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يسلم :
أتهجوه ولست له بكفء |
|
فشركما لخيركما الفداء |
وقول أبي الأسود :
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدهر لا تنسى عليا |
بنو عم النبي وأقربوه |
|
أحب الناس كلهم اليا |
فإن يك حبهم خيرا أصبه |
|
ولست بمخطئ إن كان غيا |
وذهب أبو عبيدة إلى أن أو بمعنى الواو كما في قوله :
سيان كسر رغيفه |
|
أو كسر عظم من عظامه |
والكلام من باب اللف والنشر المرتب بأن يكون على (هُدىً) راجعا لقوله تعالى : (إِنَّا) و (فِي ضَلالٍ) راجعا لقوله سبحانه : (إِيَّاكُمْ) فإن العقل يحكم بذلك كما في قول امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا |
|
لدى وكرها العناب والحشف البالي |