تبكى عنده هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات.
قال الحاكم : قد استقصيت فى الحث على زيارة القبور تحرّيا للمشاركة فى الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه لها سنة مسنونة وصلى الله على محمّد وآل اجمعين (١).
باب الجهاد
١ ـ قال ابن شعبة سئل الحسين عليهالسلام عن الجهاد سنّة أو فريضة؟ فقال عليهالسلام : الجهاد على أربعة أوجه : فجهاد ان فرض وجهاد ان سنّة لا يقام إلّا مع فرض ، وجهاد سنّة ، فأمّا أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه عن معاصى الله وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة الّذين يلونكم من الكفار فرض ، وأما الجهاد الذي هو سنّة لا يقام إلا مع فرض ، فإنّ مجاهدة العدو فرض على جميع الأمّة لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب.
هذا هو من عذاب الامة وهو سنّة على الإمام وحدّه أن يأتى العدوّ مع الأمة فيجاهدهم ، وأما الجهاد الذي هو سنّة فكلّ سنّة أقامها الرجل وجاهد فى إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنّها إحياء سنّة ، وقد قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا (٢).
٢ ـ عنه قال عليهالسلام فى مسيره إلى كربلاء : إنّ هذه الدّنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أنّ الحقّ لا يعمل به وأن الباطل لا ينتهى ، عنه ، ليرغب المؤمن فى
__________________
(١) المستدرك : ١ / ٣٧٧.
(٢) تحف العقول : ١٧٥.