٢٧ ـ جعدة بن هبيرة والحسين عليهالسلام
٣٥ ـ قال الدينورى : بلغ أهل الكوفة وفاة الحسن ، فاجتمع عظماؤهم فكتبوا الى الحسين عليهالسلام يعزونه ، وكتب إليه جعدة بن هبيرة بن أبى وهب ، وكان أمحضهم حبّا ومودّة : أمّا بعد فان من قبلنا من شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحدا ، وقد كانوا عرفوا رأى الحسن أخيك فى دفع الحرب ، وعرفوك باللّين لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة فى أمر الله فان كنت تحبّ أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا فقد وطّنا أنفسنا على الموت معك.
فكتب إليهم : أما أخى فأرجو أن يكون الله قد وفّقه ، وسدّده فيما يأتى ، وأما أنا فليس رأيى اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا فى البيوت ، واحترسوا من الظنّة ما دام معاوية حيّا ، فان يحدث الله به حدثا وأنا حىّ ، كتبت إليكم برأيى والسلام (١).
٢٨ ـ الاعمش والحسين عليهالسلام
٣٦ ـ قال المجلسى : روى مؤلف المزار الكبير باسناده إلى الأعمش قال : كنت نازلا بالكوفة وكان لى جار ، كثيرا ما كنت أقعد إليه وكان ليلة الجمعة فقلت له : ما تقول فى زيارة الحسين عليهالسلام؟ فقال لى : بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة فى النّار ، فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غضبا وقلت : إذا كان السحر أتيته وحدّثته
__________________
(١) الاخبار الطوال : ٢٢١.