فكانت تأكل ، فلما كان يوم عاشوراء فتت لها فلم تأكل ، فعلمت أنها امتنعت لقتل الحسين بن علي عليهالسلام.
٢٥ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان رجل من أبان بن دارم ، يقال له : «زرعة» شهد قتل الحسين عليهالسلام ورماه بسهم فأصاب حنكه ، فجعل يتلقى الدم بكفه ، ويقول به هكذا الى السماء فيرمي به ، وذلك أنّ الحسين عليهالسلام دعا بماء ليشرب ، فلما رماه حال بينه وبين الماء ، فقال الحسين : اللهمّ! أظمئه ، اللهمّ! أظمئه ، قال : فحدثني من شهده وهو يجود أنه يصيح من الحر في بطنه ، والبرد في ظهره ، وبين يديه المرواح والثلج ، وخلفه الكانون ، وهو يقول : اسقوني أهلكني العطش! فيؤتى بعس عظيم فيه السويق والماء واللبن ، لو شربه خمسة لكفاهم ، فيشربه ويعود فيقول : اسقوني أهلكني العطش! قال : فانقدّ بطنه كانقداد البعير.
وذكر أعثم الكوفي هذا الحديث مختصرا ، وسمى الرامي عبد الرحمن الأزدي ، وقال : فقال الحسين : «اللهم اقتله عطشا ، ولا تغفر له أبدا».
قال القاسم بن الأصبغ : لقد رأيتني عند ذلك الرجل وهو يصيح : العطش ، والماء يبرد له فيه السكر ، والاعساس فيها اللبن ، وهو يقول : ويلكم ، اسقوني قد قتلني العطش! فيعطى القلة والعس ، فإذا نزعه من فيه ، يصيح : اسقوني ، وما زال حتى انقد بطنه ، ومات أشرّ ميتة.
٢٦ ـ وبهذا الإسناد ، عن ابن أبي الدنيا ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثني سفيان ، حدثتني جدتي أمّ أبي ، قالت : أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين عليهالسلام ، فأما أحدهما : فطال ذكره حتى كاد يلفه ، وأما الآخر : فكان