الأشعث بن قيس ، ثم على مسجد جهينة ، ثم بلغوه فرأوا شبث بن ربعي وحجار بن أبجر قد أقبلا بأصحابهما نحو المختار ، فكبر إبراهيم وأصحابه تكبيرة واحدة وحملوا عليهم ، فاشتدّ القتال وكثرت القتلى من أصحابهما ثم انهزما بجنديهما حتى تفرقوا بالأزقة والسكك ، ثم أقبل أبو عثمان النهدي في بني نهد ، وبيده راية صفراء ، وهو ينادي : يا لثارات الحسين بن علي! إليّ إليّ أيها المهتدون! فثاب إليه الناس من كلّ ناحية ، فحمل على أصحاب عبد الله بن مطيع فاشتدّ القتال ، ولم يزل الناس في تلك الليلة الداجية المسدولة أطرافها في قتال شديد وحرب وطعن ، حتى لقد نسوا والله فيها ليلة الهرير بصفين إلى أن أصبحوا ، فنظر المختار إلى عمود الفجر قد طلع ، فنادى في اصحابه وخرج بهم عن الكوفة حتى نزل في ظهر دير هند مما يلي بستان زائدة في السبخة.
٨ ـ وروى أبو مخنف : عن الوالبي ؛ وحميد بن مسلم ؛ والنعمان بن أبي الجند ، أنهم قالوا : أتينا المختار في معسكره فصلّى بنا الفجر بغلس فقرأ بنا : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) ، و (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فما سمعنا والله إماما قط أمّ قوما بأفصح لهجة منه ، والتأم قومه هنالك وجاءوا أفواجا إليه من النواحي والجوانب على كل صعب وذلول ، وعبد الله بن مطيع يوجه إلى نحوه الزحوف كردوسا كردوسا ، فأولهم زحف شبث بن ربعي في أربعة آلاف ؛ ثم راشد بن إياس بن مضارب العجلي في ثلاثة آلاف ؛ ثم حجار بن أبجر في ثلاثة آلاف ؛ ثم الغضبان بن القبعثري في ثلاثة آلاف ؛ ثم شمر بن ذي الجوشن في ثلاثة آلاف ؛ ثم عكرمة بن ربعي في الف ؛ ثم شداد بن المنذر في ألف ؛ ثم عبد الرحمن بن سويد في ألف ، واجتمع أصحاب المختار فكانوا عشرين ألفا أو يزيدون ، وأشرف رجل من أصحاب المختار على حائط