ولست والله بالناصر لآل محمد إن لم أطلب بدمائهم ، وأقتل من قتلهم ، وأذلّ من جهل حقهم ، وانتهك حرمتهم ، فسمّوهم لي ؛ لعليّ أن اطهر البلاد منهم ، فجعل أصحابه يسمونهم رجلا رجلا ، ويذكرون ما فعلوا ، وجعل يؤتى بهم فمنهم من يقطع يديه ، ومنهم من يقطع رجليه ، ومنهم من يقطع رجله ويده ، ومنهم من يسمل عينيه أو يقلعهما ، ومنهم من يجدع أنفه ، ومنهم من يقطع لسانه وشفتيه ، ومنهم من يضربه بالسياط حتى يموت ، ومنهم من يقطعه بالسيوف إربا إربا ، ومنهم من يضرب عنقه صبرا ، ومنهم من يحرقه بالنار ، ومنهم من يسلخ جلده ، فلم يزل كذلك حتى قتل منهم مقتلة عظيمة.
وروى أبو مخنف : أنّ سعد الحنفي دله على زياد بن مالك ؛ وعمران ابن خالد ؛ وعبد الرحمن البجلي ؛ وعبد الله بن قيس الخولاني ؛ وكانوا من المحلّين ، ومن جملة قتلة الحسين ، فبعث إليهم عبد الله بن كامل فجاء بهم إليه ، فقال لهم المختار : يا قتلة سيد شباب أهل الجنّة! ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس ، إلى يوم نحس ، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين ، ثم أمر بهم أن يخرجوا إلى السوق ، وتضرب أعناقهم ، وأتى قوم من أعوان المختار إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي فاقتحموها ودخلوا وكان خولي هو الذي احتزّ رأس الحسين عليهالسلام ، وكانت له امرأة يقال لها : العيوف بنت مالك الحضرمي ، وهي التي خاصمته إذ أدخل رأس الحسين عليها ، فلما نظرت إلى أصحاب المختار قد دخلوا دارها قالت : ما شأنكم وما تريدون؟ فقال أبو عمرة صاحب شرطة المختار : لا بأس عليك نريد زوجك أين هو؟ قالت : لا أدري! وأشارت بيدها إلى المخرج فدخلوا عليه فإذا هو جالس وعلى رأسه قوصرة ، فأخذوه وأتوا به إلى المختار فقالوا له : أيها