في يد عبد الله بن الزبير إلى سنة اثنتين وسبعين ، فالصحيح من سياق قصة المختار ما ذكرناه أولا.
ولما قتل إبراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد ، واستولى على أرض الجزيرة ، أقام هناك وأعرض عن المختار ، فكان المختار يكاتبه فلا يجيبه ، فلمّا نظر مصعب بن الزبير إلى أنّ المختار قد بقي في شرذمة قليلة من أهل الكوفة ، وأنّ إبراهيم بن الأشتر معرض عنه لا يجيب كلامه ولا يسمع له ، اغتنم الفرصة في ذلك ، وكتب إلى المهلب بن أبي صفرة ، وكان يحارب الأزارقة بأمره ، فاستدعاه واعطى الكتاب إلى محمد بن الأشعث فقال : سر إليه فليس له أحد سواك ، فإنه إذا نظر إليك رسولا علم أنّ الأمر جدّ فلا يتخلف ، وانظر أن لا تفارقه أو تشخصه معك ، فأخذ محمد بن الأشعث الكتاب وسار إلى المهلب ، وهو يومئذ بسابور من أرض فارس يحارب الأزارقة ، فلما قرأ الكتاب قال : يا سبحان الله! أما وجد الأمير بريدا سواك؟ فقال ابن الأشعث : والله ، ما أنا ببريد لأحد غير أنّ نساءنا وأبناءنا وعقرنا ومنازلنا في يد المختار ، قد غلبنا عليها وأجلانا عن بلدنا ، ونحن نرجو أن تعود إلينا بعونك.
فدعا المهلب بأصحابه وقال : إن الأزارقة لا يريدون إلّا ما في أيديهم ، والمختار يريد ما في أيديكم ، فذاك أولى بالدفع والنفع ، وولى عليهم ابنه المغيرة وسار في ألف رجل من فرسانه حتى قدم البصرة فقربه مصعب وأجلسه معه على سريره ، ثم أمره بالتأهب لمحاربة المختار ، ثم أمر مصعب أصحابه أن يعسكروا عند الجسر الأعظم ، وخرج مصعب وخرج الناس معه من البصرة ، وجعل على كل قبيلة رئيسا يقتدون برأيه ، فجعل على قريش عمرو بن عبيد الله التيمي وعلى تميم كلها الأحنف بن قيس ، وعلى أهل