العالية قيس بن الهيثم السلمي ، وعلى بكر بن وائل مسمع الجحدري ، وعلى عبد قيس مالك بن المنذر العبدي ، وعلى كندة محمد بن الأشعث ، وعلى مذحج عبيد الله بن الحر الجعفي ، وعلى قبائل الأزد المهلب بن أبي صفرة.
فبلغ ذلك المختار فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد يا أهل الكوفة! فإن أهل مصركم بغوا عليكم ، كما قتلوا ابن بنت نبيكم ، قد كانوا لجئوا إلى أمثالهم من الفاسقين الملحدين فاستعانوا بهم عليكم ، لما علموا أن ابن الأشتر قد خذلني ، وقعد عن نصرتي ، وقد بلغني أنهم خرجوا من البصرة يريدون قتلي ، ليضمحل الحق وينتعش الباطل ، ويقتلوا أولياء الله ، ألا فانهدوا مع الأحمر بن شميط البجلي فإني أرجو أن يهلكهم الله تعالى على أيديكم ، فأجابه الناس من كل جانب : سمعنا وأطعنا! فخرج بهم الأحمر حتى عسكر بموضع يقال له : حمام أعين ، ثم رحل حتى نزل المذار في قريب من ثلاثة آلاف فارس.
وأقبل مصعب حتى نزل قريبا منه في سبعة آلاف فارس وراجل ، ودنا القوم بعضهم من بعض ، وتقدم عباد بن الحصين الحبطي فنادى : يا شيعة المختار! أنا أدعوكم إلى بيعة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فقال له عبد الله ابن كامل الهمداني : ونحن ندعوكم إلى بيعة المختار وأن نجعل هذا الأمر شورى بين آل الرسول ، فمن زعم أنه أحقّ بهذا منهم برئنا منه في الدنيا وهو في الآخرة لمن الخاسرين ، وجاهدناه حق الجهاد عن الدين ، فلما سمع مصعب ذلك غضب ، وقال : احملوا عليهم ؛ فحمل عباد بن الحصين على أصحاب المختار فلم يزل أحد من موقعه ، ثم حمل ابن الأشعث فلم يزل أحد من موقعه ، فصاح ابن الأشعث : يا أهل العراق! إلى متى ، وحتى متى نحن