ولد رضياللهعنه في شهر رمضان سنة ٣٨٥ ه (١) في مدينة طوس على الأرجح ، وهي من مدن خراسان الشهيرة ، التابعة إلى نيسابور قديما.
ويدل على ولادته في طوس ، أنه نسب إليها ، مع أخذه العلم في أوان شبابه عن بعض مشايخ نيسابور قبل قدومه إلى العراق (٢).
وبعد مرور ثلاث وعشرين سنة على ولادته هاجر إلى بغداد (٣) ، ومكث فيها أربعين سنة ، الخمس الأولى منها قضاها تحت كنف الشيخ المفيد قدسسره ، تلتها ثلاث وعشرون سنة تحت رعاية السيد المرتضى قدسسره ، ثم أعقبتها اثنتا عشرة سنة أخرى كان فيها الشيخ الطوسي رحمهالله زعيم الشيعة الديني ببغداد ، ثم هاجر بعد ذلك إلى النجف الأشرف ، وبقي فيها إلى أن وافاه أجله المحتوم في ليلة الاثنين ٢٢ محرم الحرام ٤٦٠ ه ، ودفن في داره الذي صار مسجدا فيما بعد ، ويعرف بمسجد الطوسي ، ولا زال قبره رضياللهعنه مشيدا في مسجده ، وهو على مقربة من مرقد أمير المؤمنين عليهالسلام في مدينة النجف الأشرف.
وأما عن دوره في علوم الشريعة الإسلامية ، فيقتضي التطرق إلى مؤلفاته ، فنقول :
للشيخ الطوسي رضياللهعنه مؤلفات ضخمة نوعا وكما ، ولا زال بعضها مرجعا للكل ، بعد أن كان الأول من نوعه في تاريخ مؤلفات الشيعة مما
__________________
الزيدي ـ نوقشت في كلية الآداب جامعة القاهرة سنة ١٣٩٦ ه.
(١) الخلاصة ـ للعلامة الحلي ـ : ٢٤٩ رقم ٨٤٥.
(٢) راجع : «شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي» مقال بالفارسية ـ للسيد المحقق عبد العزيز الطباطبائي رحمهالله نشر في مجموعة «ميراث إسلامي إيران».
(٣) الخلاصة : ٢٤٩ رقم ٨٤٥.