المبحث الثاني
في معنى هذه العبارة وتوضيحها
فنقول : قد وقع الخلاف في أن المراد بالموصول في قولهم : «أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه» ما هو؟ فالأكثر على أن المراد منه : المروي (١).
حاصله : أنه إذا صحت سلسلة السند (٢) بينهم وبين أحد هؤلاء العظام اتفقوا على الحكم بصحة ذلك الحديث وقبوله ، أو إذا صح وظهر لهم صدور الحديث من أحدهم أطبقوا على الحكم بصحته ، وهذا أنسب باصطلاح القدماء.
وهذا هو المتبادر من الكلام ، ولهذا بنى الأمر عليه كثير من العلماء الأعلام ، كالعلامة ، والفاضل الحسن بن داود ، وشيخنا الشهيد ، والمدقق السمي الداماد (٣) ، والفاضلين المجلسيين (٤) ، والفاضل السمي
__________________
(١) في «س» زيادة : «عنه».
(٢) في «س» زيادة : «به».
(٣) المدقق الداماد هو : «محمد باقر بن المير الحسيني الأسترآبادي (م ١٠٤١ ه) من علماء الإمامية من أهل أصفهان ، أصله من استرآباد. له مصنفات ، منها : القبسات في الفلسفة ، وتقويم الإيمان في الكلام ، وشارع النجاة في الفقه ، وسدرة المنتهى في التفسير ، وكتب أخرى ، ورسائل متعددة ، وشعر. توفي ودفن في النجف».
الأعلام ـ للزركلي ـ ٦ / ٤٨.
(٤) المجلسيان هما : «محمد
تقي بن مقصود علي الأصفهاني المجلسي (م ١٠٧٠ ه)
فقيه إمامي ، له اشتغال بإحياء آثار أهل
البيت ، من تلاميذ الشيخ البهائي (صاحب
الكشكول)
، مولده ووفاته في أصفهان ، له تآليف ، منها : روضة
المتقين ، وإحياء