صحة الأعمال وقبولها (١) ، فلا يصح عمل أحد من المكلفين ، ولا يقبله الله
__________________
الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران آية ٣١ : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم وذنوبكم) ، وبذلك فسرها أهل البيت عليهمالسلام ..
ففي الكافي ٨ / ٢٦ ح ٤ ، بإسناده عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال الله عزوجل في محكم كتابه : (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا). [سورة النساء ٤ : ٨٠] فقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، فكان ذلك دليلا على ما فوض إليه ، وشاهدا له على من أتبعه وعصاه ، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم ، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه ، والترغيب في تصديقه ، والقبول لدعوته : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فاتباعه صلىاللهعليهوآلهوسلم محبة الله ، ورضاه غفران الذنوب ، وكمال الفوز ، ووجوب الجنة ، وفي التولي عنه والإعراض محادة الله وغضبه وسخطه ، والبعد منه مسكن النار ، وذلك قوله تعالى : (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده). [سورة هود ١١ : ١٧].
وعن تفسير العياشي ١ / ١٦٧ ح ٢٧ وح ٢٨ ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا ، فأخرج رجليه وقد تغلفتا وقال : أما والله ما جاء بي من حيث جئت إلا حبكم أهل البيت.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدين إلا الحب ، إن الله يقول : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ، وقال : (يحبون من هاجر إليهم) ، وهل الدين إلا الحب. [سورة النساء ٤ : ٥٩] ..
وهذا ربعي بن عبد الله يقول لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، إنما نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فينفعنا ذلك؟
فقال : إي والله ، وهل الدين إلا الحب ، قال الله تعالى : (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
(١) ويؤيد هذا ما نقله الصدوق في أماليه : ٣٢٨ ح ١١ ، بسنده عن عمار بن موسى الساباطي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ، قال : «إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله الصلوات المفروضات ، وعن الزكاة المفروضة ، وعن الصيام المفروض ، وعن الحج المفروض ، وعن ولايتنا أهل البيت ، فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وحجه ، وإن لم يقر