دعواهم أن الإيمان بإلهية عيسى عليهالسلام ، وأنه ابن الله كاف عن الأعمال البدنية من الصلاة والصيام وغيرهما من الفرائض.
وفي بعض تلك الأخبار ما هو كالصريح في ما ذكرناه :
* كقول أبي جعفر الباقر عليهالسلام في رواية جابر التي أوردنا شطرا منها : «يا جابر! لا تذهب بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ، فلو قال : إني أحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خير من علي عليهالسلام ، ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ،
__________________
الأعمال ، على مذهب جهم بن صفوان ، فهم من جملة الجهمية. وصنف منهم خارجون عن الجبرية والقدرية يكفر بعضهم بعضا وهم خمس فرق :
أـ اليونسية : وهم أتباع يونس بن عون ، الذي زعم أن الإيمان في القلب واللسان ، وأنه هو المعرفة بالله تعالى ، والمحبة والخضوع له بالقلب ، والإقرار باللسان أنه واحد ليس كمثله شئ ، ما لم تقم حجة الرسل عليهم ، فإن قامت عليهم حجتهم لزمهم التصديق لهم ، ومعرفة ما جاء من عندهم في الجملة من الإيمان ، وليست معرفة تفصيل ما جاء من عندهم إيمانا ولا من جملته.
ب ـ الغسانية : وهم أتباع غسان المرجئ ، الذي زعم أن الإيمان هو الإقرار أو المحبة لله تعالى وتعظيمه وترك الاستكبار عليه.
ج ـ التومنية : وهم أتباع أبي معاذ التومني ، الذي زعم أن الإيمان ما عصم من الكفر ، وهو اسم لخصال من تركها أو ترك خصلة منها كفر ، ومجموع تلك الخصال إيمان ، ولا يقال للخصلة منها : إيمان ، ولا بعض إيمان.
د ـ الثوبانية : وهم أتباع أبي ثوبان المرجئ ، الذي زعم أن الإيمان هو الإقرار والمعرفة بالله وبرسله وبكل ما يجب في العقل فعله ، وما جاز في العقل أن لا يفعل فليست المعرفة من الإيمان.
ه ـ المريسية : وهم أتباع بشر المريسي ، وهؤلاء مرجئة بغداد ، وكان يقول في الإيمان : إنه هو التصديق بالقلب واللسان جميعا ، كما قال ابن الراوندي : إن الكفر هو الجحد والإنكار ، وزعما أن السجود للصنم ليس بكفر ، ولكنه دلالة على الكفر.
فهؤلاء الفرق الخمس هم المرجئة الخارجة عن الجبر والقدر.
أنظر : الفرق بين الفرق : ٢٠٢.