* والثالث : ينزل عليه قول الأئمة عليهمالسلام : «إن من شيعتنا من لا تناله شفاعتنا إلا بعد عشرة آلاف عام» ، وفي بعضها أكثر من ذلك.
* والرابع : مقتضى القاعدة الكلامية التي اتفق على صحتها علماء الإمامية ، وأيدها من السمع مثل قوله تعالى : (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) (١) ، وقوله جل وعلا : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (٢) ..
وهي : إن من كان من المكلفين له ثواب وعليه عقاب ، لم يسقط عنه بمسقط من تفضل من الله أو شفاعة أو غيرهما ، فالواجب الابتداء بمعاقبته .. فإذا انتهى مقدارها أدخل الجنة ليكون الثواب له خالصا من شوائب الكدر ، ولا يحبط عمله ويكون مخلدا في النار ، كما ذهب إليه المعتزلة ومن ضارعهم (٣) ..
__________________
من سبيل.
والشيخ الطوسي في الأمالي : ٣٨٠ ح ٦٦ عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لكل نبي شفاعة ، وإني خبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ...
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٨٦.
(٢) سورة الزلزلة ٩٩ : ٧ و ٨.
(٣) الإحباط تعريفه في اللغة : هو من عمل عملا ثم أفسده ، والله أحبطه. لسان العرب ٧ / ٢٧٢ مادة «حبط».
قال الحسني : وفي تعريف الفقهاء المتكلمين : أن يكون أحد العملين مسقطا وماحيا لآثار العمل السابق ، فكما يسقط الثواب بالمعاصي ، كذلك يسقط العقاب بما يفعله الإنسان من الطاعات والخيرات ، وهو أن يكون المتأخر ماحيا للمتقدم من خير أو شر ، وهذه المسألة من المسائل التي اختلفت فيها آراء الفرق الإسلامية.
فالمعتزلة يدعون أن الإنسان إذا عبد
الله طول حياته ، وفعل معصية من المعاصي