وهذا أيضا بسبب ولاية أهل البيت عليهمالسلام ، فإن غير مواليهم يبقى مخلدا في النار مع زمر الكفار وأصناف الفجار ، لأنه من جملة من قال الله تعالى فيهم : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) (١).
وقد جاء في عدة أخبار (٢) ، أن من جملة مكفرات الذنوب عن
__________________
الزائد من معاصيه.
يقول القاضي عبد الجبار : «... لو أتى المكلف بطاعة استحق عليها عشرة أجزاء من الثواب ، وبمعصية استحق عليها عشرين جزءا من العقاب ، فمن مذهب أبي علي أنه يحسن من الله تعالى أن يفعل به في كل وقت عشرين جزءا من العقاب ، ولا يثبت لما كان قد استحقه على الطاعة التي أتى بها تأثير بعدما ازداد عقابه عليه.
وقال أبو هاشم : لا ، بل يقبح من الله تعالى ذلك ، ولا يحسن منه أن يفعل به من العقاب إلا عشرة أجزاء ، فأما العشرة الأخرى ، فإنها تسقط بالثواب الذي قد استحقه على ما أتى به من الطاعة ، وهذا هو الصحيح من المذهب ، ولعمري إنه القول اللائق بالله تعالى دون ما يقوله أبو علي ...
(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٢٣.
(٢) قد أفرد الشيخ الجليل محمد بن همام الإسكافي كتابا سماه التمحيص نذكر منه روايتين تبركا ، وفيهما دلالة واضحة على هذا الباب إن شاء الله تعالى :
أـ عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إن الله إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ، ابتلاه بالسقم ، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة ، فإن لم يفعل ذلك شدد عليه الموت ليكافئه بذلك الذنب.
وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة ، صحح بدنه ، فإن لم يفعل ذلك به وسع له في معاشه ، فإن هو لم يفعل هون عليه الموت ليكافئه بتلك الحسنة». التمحيص : ٣٨ ح ٣٥.
ب ـ عن عمر صاحب السابري ، قال : قلت
لأبي عبد الله عليهالسلام
: إني لأرى من
أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة ، فقال لي : «يا عمر! لا تشنع على أولياء
الله ، إن ولينا ليرتكب ذنوبا يستحق بها من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه
بالسقم
حتى يمحص عنه الذنوب ، فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله ، فإن عافاه في ماله