اجتماع أكثر من وجه من وجوه فساد الخبر
وفي ختام هذا الفصل نشير إلى أنه قد يجتمع في الخبر أكثر من سبب واحد دال على فساده ، وهنا يقف الشيخ موقف المنبه على تلك الأسباب والعلل واحدة تلو الأخرى ، ومن أمثلة الأخبار التي اجتمع فيها أكثر من وجه واحد من وجوه فساد الخبر ، هو ما تعرض له الشيخ في التهذيب في نقد خبر حذيفة بن منصور في مسألة العدد في أيام شهر رمضان المبارك (١).
ولم يقف الشيخ هذا الموقف في كتابيه التهذيب والاستبصار فحسب وأنما جرى عليه في كتبه الأخرى أيضا ، ومن أوضح الأمثلة عليه ما نجده في رسالته في تحريم الفقاع ، فقد أورد في رسالته تلك خبرا لمرازم ، وهو من رواية ابن أبي عمير عنه ، وعقب عليه بقوله : «هذا الخبر فاسد من وجوه».
ثم بين هذه الوجوه كالآتي :
«أولها : إنه شاذ يخالف الأخبار كلها وما هذا حاله لا يعترض به على الأخبار المتواترة.
وثانيها : إنه من رواية مرازم ، وهو يرمى بالغلو ، ولا يلتفت إلى
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٤ / ١٦٩ ح ٤٨٢ باب في علامة أول شهر رمضان / ٤١ ، والاستبصار ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ح ٢١٣ ـ ٢١٥ باب أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين / ٣٣.