٤ ـ وفيه ، في باب من أوصى بسهم من ماله : «فالوجه في هذا الخبر أحد شيئين ، أحدهما : أن يكون الراوي وهم ، لأنه لا يمتنع أن يكون سمع ذلك في تفسير الجزء فرواه في السهم وظن أن المعنى واحد ، والوجه الثاني أن يحمل على أن السهم واحد من عشرة وجوبا وواحد من ثمانية استحبابا كما قلناه في الجزء سواء» (١).
ولا يخفى بأن العلة المبينة في الوجه الأول إنما تعود لوهم الراوي ، ومع هذا فهي غير قادحة على ما بينه الشيخ في الوجه الثاني ، وهناك أحاديث أخرى نبه الشيخ على ما فيها من علل ، كغلط الرواة ووهمهم ونحو هذا من العلل التي بينها تفصيلا (٢).
هذا ، وقد بين الشيخ الطوسي قدسسره أمثلة كثيرة من الأخبار المعللة بالوقف ، أو الإرسال والانقطاع وما إلى ذلك من الأسباب القادحة في حجية الخبر ، وقد مر ذلك في بيان دوره الجاد في علوم الحديث دراية ورواية (٣).
__________________
(١) الاستبصار ٤ / ١٠٥ ح ٤٠٠ باب ٦٥.
(٢) أنظر : تهذيب الأحكام ٩ / ١٨٧ ح ٧٥٣ باب الرجوع في الوصية / ١٠ ، و ٣ / ١٩٣ ح ٤٤٠ و ٤٤١ باب في الصلاة على الأموات / ٢١ ، و ١ / ١٣٤ ح ٣٧٠ باب في حكم الجنابة وصفة الطهارة / ٦ ، ورواه في الاستبصار ١ / ١٢٤ ح ٤٢٢ باب وجوب الترتيب في غسل الجنابة / ٧٤ ، وكذلك الاستبصار ١ / ٨٧ ح ٢٧٦ باب إنشاد الشعر / ٥٢ ، و ١ / ١٠٦ ح ٣٤٩ باب ٦٣ من أبواب الجنابة وأحكامها ، و ١ / ١٤٦ ح ٥٠٠ باب المرأة تحيض في يوم من أيام شهر رمضان / ٨٦ ، و ١ / ٢١٤ ح ٧٥٤ باب المقتول شهيدا بين الصفين / ١٢٥ ، و ١ / ٤٦٩ ح ١٨١١ باب وجوب الصلاة على كل ميت / ٢٨٨.
(٣) تقدم ذلك في بيان دور الشيخ قدسسره في علوم الحديث دراية ورواية في ما كتبناه في العددين ٥٧ و ٥٨ من نشرة «تراثنا» الموقرة ، فراجع.