قد سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا |
|
لكن في الخمر معنى ليس في العنب (١) |
فالبعض كاد يوشي ثوب بردتها |
|
والبعض جاؤوا عليه بالدم الكذب (٢) |
ما أنشدت قط في سمع وفي ملأ |
|
إلا وقامت مقام الذكر والخطب |
وما تجلت لذي شك وذي ريب |
|
إلا وجلت ظلام الشك والريب |
ولا بدت في دجى الأنقاس (٣) ساطعة |
|
إلا وخلنا هبوط البدر والشهب |
ولا شدا قط في ناد أخو طرب |
|
إلا وقلنا بها يشدو أخو الطرب |
لله معجزة حار الأنام بها |
|
كأنها حين تتلى واحد الكتب |
إني أكاد أقول الوحي أنزلها |
|
لو كان يبعث من بعد النبي نبي (٤) |
تبارك الله ما فضل بمنتحل |
|
تبارك الله ما وحي بمكتسب |
__________________
(١) هذا العجز تضمين أخذه من المتنبي ، ديوانه ـ بالشرح المنسوب إلى العكبري ـ ١ / ٩١ ق ١٨ ب ٢٠ ، والقصيدة في رثاء أخت سيف الدولة الحمداني.
(٢) إشارة إلى الآية الكريمة من سورة يوسف ١٢ : ١٨.
(٣) الأنقاس ، جمع «نقس» : وهو الحبر الذي يكتب به.
(٤) هذا هو الغلو الذي لا مزيد عليه.