قبيلة من قبائل العرب أمل في الوصول إليها ولو بعد حين .
وتلك مكيدة من ساسة العرب لم تهتد ساسة أُوربّا لمثلها أبداً ، كادوا بها عليّاً وسائر الأئمّة من بني هاشم ، حيث جمعوا بها قبائل العرب إليهم ، وأفردوا بني هاشم عن جميع العرب ، إلّا عن ثلّة من المخلصين .
ومن تتبّع شؤون قريش وسائر العرب علىٰ عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم أنّهم ما كانوا ليصبروا علىٰ حصر الخلافة في بيت مخصوص ، ولا سيّما إذا كانت في بني هاشم ، وخصوصاً إذا تقلّدها عليٌّ أمير المؤمنين !
وهيهات هيهات أن يصبروا علىٰ ذلك ، وقد طمحت إليها الأطماع من جميع قبائلهم ، وحامت عليها النفوس من كلّ أحيائهم . .
وقد هزلت حتّىٰ بدا من هزالها |
|
كلاها وحتّىٰ استامها كلُّ مفلسِ (١) |
علىٰ إنّ من أَلَمّ بتاريخ قريش وسائر العرب في صدر الإسلام ، يعلم أنّهم لم يخضعوا للنبوّة الهاشمية إلّا بعد أن تهشّموا ولم يبق فيهم من قوّة ، فكيف يرضون في اجتماع النبوّة والخلافة في بني هاشم ؟ !
وقد قال عمر في كلام دار بينه وبين ابن عبّاس : إنّ قريشاً كرهت أنْ تجتمع فيكم النبوّة والخلافة فتجحفون علىٰ الناس (٢) !
وبالجملة : فإنّ أُولئك الطَغام قد نزعوا أيديهم من يد الإمام ، وطووا ضلوعهم علىٰ عناصر شتّىٰ جيّاشة بالحقد عليه ، متهافتين علىٰ جحوده ، مسترسلين متتابعين متدفّقين في إطفاء نوره ، وإكفاء إنائه ، قد ركبوا رؤوسهم في ظلمه ، متمادين موغلين ممعنين في الاستئثار بحقّه ، لا يلوون
__________________
(١) جمهرة اللغة ٢ / ٨٤٧ .
(٢) شرح نهج البلاغة ١٢ / ٥٣ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٨٩ .