حيثُ مالَ ، حتّى قُتِلَ رحمةُ الله عليه (١).
ونقل أبو الفرج ، قال : قال العَبّاس بن عليّ لأخيه من أبيه وأُمّه عَبْد الله ابن عليّ : «تقدّم بين يَدَيَّ حتّى أَراكَ (٢) وأَحْتَسِبَكَ ، فإنّه لا وَلَدَ لَكَ» فتقدّم بين يديه ، وشدّ عليه هانئ بن ثُبَيْت الحضرميّ ، فقتله (٣).
تحريف مبنيّ على تصحيف :
علّق محقّق مقاتل الطالبيين على قول العَبّاس عليه السلام لأخيه عَبْد الله : «تقدّم بين يديَّ حتّى أراك وأحتسبك» ما نصّه : في الخطيّة : حتّى أرثك (٤).
أقولُ : أنّ رسم الخطّ العربيّ القديم هو كتابة الألف المتوسّطة في مثل كلمة (أراك) و(أراكم) بصورة ألفٍ صغيرةٍ على كرسيّ الياء هكذا : (أريك) و(أريكم) ومع حذف الألف القصيرة على الكرسيّ (يـ) وعدم تنقيط الكلمة يُشَبَّهُ على مَنْ لم يعرفْ هذا الرسم ، فتتصحّف الكلمةُ عنده بـ (أرثك) أو (أرثكم) وهذا ما حصل للبعض في نقل كلام العَبّاس عليه السلام.
فعن ابن الأثير : أنّ العَبّاس قال لإخوته من أُمّه : عبد الله وجعفر
__________________
(١) الأخبار الطوال (ص ٢٥٧).
(٢) في هامش المطبوعة ما نصّه : «في الخطيّة (حتّى أرثك»).
أقول : هذا من التصحيف ؛ لأنّ رسم كلمة (أَراكَ) قديماً يُكتب : (أريك) حيثُ تجعل الألف القصيرة على نبرةٍ تشبهُ كرسيّ الياء المتّصلة هكذا (يـ) ومع حذف الألف القصيرة وعدم تنقيط الكلمة تقرب في الرسم من (أرثك) فلاحظ. كما ذكرنا في المتن أيضاً.
(٣) مقاتل الطالبيين (ص ٨٨).
(٤) مقاتل الطالبيين (ص ٨٨) هـ (١).