وعثمان : «تقدّموا حتّى أرثكم فإنّه لا ولد لكم» ففعلوا فقتلوا (١).
وهو المنقول عن الطبري عن أبي مخنف قال : وزعموا أنّ العَبّاس قال ... (٢).
وهو تصحيف أدّى إلى تحريف المَعْنى بلا ريب ، فإنّ المنقول عنه في مهمّات الكتب ـ كما قدّمنا ـ هو حثّ العبّاس عليه السلام إخوتَه على الطاعة والانقياد والتفاني والتضحية في سبيل أخيهم الحسين الإمام عليه السلام ولمّا قدّم الحسينُ عليه السلام إخوته للقتال ، ما كان من العَبّاس إلاّ التشجيع لهم ، وبَعثهم على التقدّم والحماية عن سيّدهم الإمام عليه السلام لأخيه من أبيه وأُمّه عَبْد الله : «أَحْتَسِبَكَ ...» لِما في تحمّلمصيبة قتلهم ؛ وصبرِه على فقدهم من الأجر ، وأرادَ لهم رفيع المنزلة بتحصيل الشهادة ، وهو شاهدٌ على تفانيهم ، وهذا يدلّ على أرفع معاني الكرامة عنده ، وعظيم المحبّة لهم ، وكريم المنزلة لديه حيث حثّهم على مثل ذلك الجهاد العظيم بين يدي الإمام عليه السلام الوحيد.
فمثل هذا الأخ ، وفي ذلك الموقف الحرج الرهيب ، لا يتصوّر منهُ أن يفكّرَ أو يذكر أمَر الإرث وما أشبه من حُطام الدُنيا الفانية ؛ وهو مقبلٌ على نعيم الآخرة الّذي لا يفنى.
وقد أدّى هذا التصحيف إلى اجتهاد خاطئ ، ممّن نقل : أنّ العبّاس بن
__________________
(١) الكامل لابن الأثير (٤ / ٧٦).
(٢) تاريخ الطبري (٥ / ٤٤٩) وانظر فصول الأُردوبادي (ص ٧١).