العزيزة والعظيمة ، وهذا واجبُهُم الإلهيّ ، فكيفَ يَتفَدّى الإمامُ بِنفسهِ هذِهِ لِلعبّاسِ!
إنّ في ذلك تقديساً لِلعَبّاسِ يُساوي قُدسيّة نفسِ الإمامِ عليه السلام ويرفع مستوى عظمة العَبّاس وكرامته إلى مُستوى اليقينِ بعظمةِ الإمامِ وكرامته.
وهذا ما تُؤكّدُهُ مجموعةُ الأحاديث والروايات الواردة عن الأئمّة عليهم السلام في حقّ العَبّاس عليه السلام وتبيين بعض فضائله وفواضله ، نسردها هُنا :
كلام الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام في عمّه العَبّاس :
أسندَ الشيخُ الصدوقُ إلى أبي حمزة الثُمالي ؛ ثابت بن أبي صفيّة ، قال : نظر سيّدُ العابدين عليُّ بنُ الحسين عليهما السلام إلى عُبَيْد الله بن العَبّاس بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام فاستعبرَ ، وقال :
«ما من يومٍ أشدَّ على رسول الله صلى الله عليه وآله من يومِ أُحُدٍ ، قُتِلَ فيه عمّه حمزةُ ابن عَبْد المطّلب أسدُ الله وأسدُ رسوله ، وبعدهُ يوم مُؤتة قُتِلَ فيه ابن عمّه جعفرُ بنُ أبي طالب.
ثمّ قال : ولا يومَ كيومِ الحسين عليه السلام ازدلَفَ إليه ثلاثونَ ألفِ رجلٍ يزعمون أنّهمْ من هذه الأُمّة!!؟؟ كلٌّ يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بِدَمِهِ!!! وهو باللهِ يذكّرهُمْ فلا يتّعِظُون ، حتّى قَتَلُوهُ بَغْياً وظُلْماً وعُدْواناً.
ثمّ قال : رَحِمَ اللهُ العَبّاسَ ، فقدْ آثَرَ ، وأَبْلى ، وفَدَى أخاهُ بِنَفسهِ ، حتّى قُطِعَتْ يداهُ ، فأبْدَلَهُ اللهُ عزّ وجلّ بِهما جَناحينِ يَطِيرُ بِهما مَعَ الملائكةِ في الجنّة ، كما جَعل لِجَعفرِ بنِ أبي طالب.