القُضاعيّ ، فتقصّى عن أهله وسُمّي «قُصيّاً».
فلمّا سار إلى مكّة الشريفة تزوَّج حُبّى بنت حُلَيلٍ الخُزاعيّ أبي غبشان الّذي صار إليه أمر البيت ، لأنّ خزاعة كانت قد وليت أمر البيت وسدانة الكعبة في ذلك العهد ، فاشترى قصيٌّ منه مفاتيح الكعبة ، وأشهد عليه ، ونادى ابنه عَبْد الدار عند الكعبة : «يا بني إسماعيل ، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد ردّها الله عليكم».
وجمع قبائل قريش ـ وكانت متفرّقةً في البوادي ، فأسكنها الحرم فسمّي «مُجَمِّعاً» قال الشاعر :
أبوكُمْ قُصَيٌّ كان يُدْعى «مُجَمِّعاً» |
|
به جَمَعَ اللهُ القبائِلَ من فِهْرِ |
فصارت إليه السدانةُ والرِفادةُ.
وأذعنتْ قريشٌ لقصيٍّ بسقاية الحاجّ ، وكان يَسقيهم الماء المحَلّى بالزبيب ، كما كان يَسقيهم اللبَنَ (١) وحَفَرَ بئرَ «العجول» وهي أوّل سقاية حفرت بمكّة (٢) ثمّ حفر بئر «سجلة» (٣).
وبنى دار الندوة ـ وهي أوّل دارٍ بُنِيَتْ بمكّةَ ، فلم يكن يُعقدُ أمرٌ تجتمع فيه قريش إلاّ فيها ، فصارَ لهُ مع السدانة والرفادة والسقاية : «النَدوةُ» (٤).
وعن ابن إسحاق : فولِيَ قُصَيٌّ البيتَ وأمرَ مكّة ، وجمع قومَه من
__________________
(١) معجم البلدان (٣ / ٢٦٦).
(٢) معجم البلدان (٤ / ٨٨) وفتوح البلدان للبلاذري (١ / ٥٦).
(٣) معجم ما استعجم (٣ / ١٤).
(٤) عمدة الطالب (ص ١٠) وسبائك الذهب للسويدي (ص ٦٧).