«اسمعوا وتعلّموا ـ أو ـ أقيموا واعلموا ـ أنّ الليلَ ساحٍ ، والنهار ضاحٍ ، والسماء عمادٌ ، والجبال أوتادٌ ، والنجوم أعلامٌ ، والأوّلون كالآخرين ، والأنباء ذكرٌ ، فصِلُوا أرحامَكم ، وأحفظوا أصهاركم ، وثمّروا أموالكم ، فهل رأيتم من هلك رجع؟ أو من مات نُشِرَ؟ الدار أمامكم ، والظنّ غير ما تقولون ، وحَرَمُكم زيّنوهُ ، وتمسّكوا به ، فسيّأتي له نبأٌ عظيمٌ ، وسيخرجُ منه نبيٌّ كريمٌ».
ثمّ يقول :
نهارٌ وليلٌ كلّ أوبٍ بِحادثٍ |
|
سواءٌ علينا ليلُها ونهارُها |
يؤوبانِ بالأحداثِ حينَ تأوّبا |
|
وبالنعمِ الضافي علينا ستارُها |
صروفٌ وأنباءٌ تغلّبَ أهلُها |
|
لها عقدُ ما [لا] يستحلّ مرارُها |
على غفلةٍ يأتي النَبيُّ محمّدٌ |
|
يصدّق أخباراً صدوقاً خبارُها |
ثمّ يقول :
فياليتني شاهدٌ فحواء دعوتِه |
|
وإذْ قريشٌ تُبَغّي الحقّ خِذْلانا (١) |
[ويقول :] :
«لو كنتُ ذا سَمْعٍ وذا بَصَرٍ ويَدٍ ورِجْلٍ ؛ لتنصَّبتُ إليهِ تنصُّب الجَمَل ، ولأَرْقَلْتُ إليه إرقالَ الفَحْلِ ، فَرِحاً بِدعْوَتِهِ وجذلاناً بِصَرْخَتِهِ» (٢).
قال الماوردي : وأفضتْ معالم الحجّ من أوزاع مضر إلى قريشٍ ،
__________________
(١) صبح الأعشى للقلقشندي (١ / ٢١٢) والسيرة النبويّة لابن كثير (١ / ١٦٧) باختلاف.
(٢) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٣٦) ودلائل النبوّة لأبي نعيم الأصفهاني (ص ٩٠).