فولِيَها منهم كَعْبٌ ، وهو أوّل من أفصحَ بالنُبُوّةِ حين شاهَدَ آثارَها وعرف أسرارَها (١).
قالوا : وكان كَعْبٌ عظيمَ القدر في العَرَبِ ، ولمّا ماتَ أرّخوا ـ وأرّخت قريشٌ ـ بِموتِهِ ، إعظاماً لهُ (٢).
وقد عيّنهُ أبوه لؤيٌّ من بين أولاده لمقامه في كلمته الّتي سننقلها عند ذكره.
وأبوه لُؤَيّ بن غالب : يكنّى «أبا كَعْبٍ».
قال ابن قتيبة : إليه ينتهي عَدَدُ قريشٍ وشَرَفُها (٣).
وقال اليعقوبيّ : كان لؤيٌّ سيّداً شريفاً بَيِّن الفضل ، يُروى أنّه ـ وهو غلامٌ حدث ـ قال لأبيه غالب :
يا أبَتِ ، رُبَّ معروفٍ قلَّ أخلافه ، ونصرٍ ـ يا أبتِ ـ مَن أخلفهُ أخملهُ وإذا أخْمِلَ الشيءُ لم يُذكرْ ، وعلى المولى تكبيرُ صغيرِه ونشرُه ، وعلى المولى تصغيرُ كبيرِه وسترُه.
فقال له أبوه : يا بُنيّ ، إنّي أستدلّ بما أسمع من قولك على فضلك وأستدعي به الطَوْل لك في قومك ... (٤).
إلى آخر ما ننقله في ذكر غالب أبيه.
__________________
(١) أعلام النبوّة (ص ٢٧٦).
(٢) الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٥) وتاريخ الخميس (١ / ١٥٣).
(٣) المعارف (ص ٦٨).
(٤) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٣٤).