وأُمّه : عاتكة بنت يخلُد بن النَضْر بن كنانة ، وهي أُولى العَواتك اللاتي ولدنَ رسول الله صلى الله عليه وآله من قريشٍ ، حتّى قال : «أنا ابن العواتك» (١).
قالوا : فلمّا مات غالبٌ قَامَ لُؤيُّ بن غالبٍ مقامَهُ (٢).
وأبوه غالب بن فِهْر : يكنّى «أبا تَيْمٍ» (٣) :
قال اليعقوبيّ : فلمّا مات فِهْرٌ شرف غالب ، وعلا أمرُهُ (٤).
ولمّا قال له ابنُه لُؤَيٌّ ـ وهو غلامٌ حدث ـ : يا أبتِ ، رُبّ معروفٍ قلّ أخلافُه ، ونصرٍ ـ يا أبتِ ـ مَن أخلفهُ أخملهُ ، وإذا أخْمِلَ الشيءة لم يُذكرْ ، وعلى المولى تكبيرُ صغيرِه ونشرُه ، وعلى المولى تصغيرُ كبيرِه وسترُه.
قال له أبوه غالب :
يا بُنيَّ إنّي أستدلّ بما أسمعُ من قولِك على فضلِك ، وأستدعي بِهِ الطَوْلَ لَكَ في قومِكَ. فإنْ ظفرتَ بِطَوْلٍ فَعُدْ بِهِ على قومِكَ ، وكُفَّ غربَ جهلِهِم بِحِلمِكَ ، ولُمَّ شَعَثَهُم بِرِفْقِكَ فإنّما يفضُلُ الرِجالُ بِأفعالِهِم فإنّها على أوزانِها وأسقط الفضل. ومن لم تَعْلُ درجته على آخَرَ لم يكنْ له فَضْلٌ ، وللعُلْيا أبَداً على السُفْلى فَضْلٌ (٥).
__________________
(١) تاريخ الطبري (٢ / ٢٦٢) والكامل لابن الأثير (٢ / ٢٥) وانظر عن عدد العواتك الكامل لابن الأثير (٢ / ٣٣ ـ ٣٥) ومقال (أنا رسول الله) في العدد (٢٠) من مجلة علوم الحديث.
(٢) تاريخ اليعقوبي (١ / ١٩٣).
(٣) سبائك الذهب (٦٣).
(٤) تاريخ اليعقوبي (١ / ١٩٢).
(٥) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٣٤).