وأمّا فِهْرٌ : يكنّى «أبا غالب» :
قال اليعقوبي : ظهر في فِهْرٍ علامات فضلٍ في حياة أبيه (١).
وقال الماوردي : كان فهر في زمانه رئيس الناس بمكّة (٢).
وهو جماع قريشٍ عند الأكثر ، وقيل اسمه «قريش» و«فِهْر» لقبٌ.
ولمّا قصد حسّان بن عَبْد كلال في جمع حِمْيَرَ وأقْيَال اليمن ، ليهدمَ الكعبة ، فسارَ إليه فِهْرٌ في كنانة وأحلافهم من مضر ، فانهزمتْ حمير ، وأُسِرَ حسّان ، فعظمَ بهذا شأنُ فِهْرٍ ، وعزّتْ قريشٌ حين حَمَى مكّةَ ومنعَ من هدم الكعبة ، وهابَت العربُ فِهراً وعظّمُوهُ وعلا أمرُهُ (٣).
ومن قوله لابنه غالب ، لمّا حضرته الوفاة :
أيْ بُنَيَّ ، إنّ في الحَذَرِ انْغلاقُ النفسِ ، وإنّما الجَزَعُ قبل المصائب ، فإذا وَقَعَتْ مُصيبةٌ ترتجز لها ، وإنّما القلقُ في غليانها ، فإذا قامتْ فَبَرِّدْ حَرَّ مصيبتِكَ بِما تَرى من وَقع المَنيّةِ أمامَكَ وخَلفَكَ وعن يمينِكَ وعن شِمالِكَ ، وما تَرى في آثارها من محقِ الحياةِ. ثمّ اقتصرْ على قليلكَ وإنْ قلّتْ منفعتُهُ ، فقليل ُ ما في يَدِكَ أغْنى لَكَ من كثيرٍ ممّا أخْلَقَ وَجْهَكَ إنْ صارَ إليكَ (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٣٣).
(٢) أعلام النبوّة (ص ١٣٣).
(٣) تاريخ اليعقوبي (١ / ١٩٣) وانظر الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٦).
(٤) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٣٣).