خاصّة) فعادوه لذلك (١).
وكان مبغّضاً إليهم لأنّه كان يعدّ مساويهم ، فعادوه لذلك وقالوا فيه بالباطل ، ونسبوه إلى الحمق واختلقوا عليه أحاديث مزوّرة (٢).
وقال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله : إنّك لتحبّ عقيلاً؟! فقال صلى الله عليه وآله : «إيْ والله ، إنّي لأُحبّه حُبَّيْنِ : حُبّاً له ، وحَبّاً لحُبّ أبي طالب له ، وإنّ ولده المقتول في محبّة ولدك ، فتدمع عليه عيون المُوْمنين وتصلّي عليه الملائكةُ المقرَّبون».
ثمّ بكى صلى الله عليه وآله حتّى جرتْ دموعُهُ على صدره ، ثمّ قال : «اللهمّ إنّي أشكُوا إليك ما تلقى عترتي من بعدي» (٣).
وهذا الحديث من (أعلام النُبُوَّة ودلائلها) حيث أخبر صلى الله عليه وآله عن شهادة الحسين سبطه الشهيد وشهادة مسلم بن عقيل في الكوفة ، وهو شارة فخرٍ عُظمى ووسام شرفٍ في كتف مسلمٍ عليه السلام من نبي الإسلام ، فهنيئاً له.
فهؤلاء أعمام العَبّاس الشهيد ، إخوة أبيه ، الّذين توجّهم رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله : «لو أنّ أبا طالب ولد الناسَ كُلَّهم لكانوا أشِدّاء أقوياء» (٤).
__________________
(١) البيان والتبيين (٢ / ٣٢٤) طبع هارون ، و(٢ / ٢٢١) طبع ملحم وما بين القوسين من الاستيعاب (٢ / ٢٥٢) وانظر : الوافي بالوفيّات (٢٠ / ٦٣).
(٢) الاستيعاب (٢ / ٢٥٢).
(٣) الأمالي للشيخ الصدوق (ص ٨٨ المجلس ٢٧) والاستيعاب (٢ / ٢٥٢).
(٤) شرح الأخبار للقاضي النعمان المصريّ (١ / ٣٠) في حديث ٣٠٨ و(٣ / ٢١٦) أُمّ هاني بنت أبي طالب وعن غرر الخصائص للوطواط (ص ١٧). ولاحظ : كشف الغمّة للأربلي (٢ / ٢٣٥).