الضَجِيْعَيْن» (١) ـ (٢).
ولذلك طلبَ الإمامُ من أخيه عقيل ـ الّذي كان عارفاً بأنساب العرب وأخبارهم ، بل كانَ من أعلم قريشٍ بالنَسَبِ (٣) ـ فقال له :
«اطلُبْ لي امرأةً ولدتْها شجعانُ العرب ، حتّى تَلِدَ لي وَلَداً شُجاعاً».
فوقع الاختيار على أُمّ البَنِيْنَ الكِلابِيّةِ ، وولدتْ له العَبّاس بن علي ، وإخوته عليهم السلام (٤).
وروي : أنّ الإمامَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام قال لأخيه :
«انْظُرْ إِلَيَّ (٥) امرأةً قد وَلَدْتْها الفحولة من العرب لأتَزَوَّجَها ، فتلدَ لي غُلاماً فارساً».
فقال له عقيلٌ أمَّ البَنِيْنَ الكِلابيّةَ ، فإنّه ليس في العرب أشجعُ من آبائها (٦) ـ (٧).
__________________
(١) رواه الإمام الكليني في الكافي الشريف (٢ / ٥) وعنه في وسائل الشيعة (٣ / ٦).
(٢) في بعض الطُّرُق : «اختارُوا لِنُطَفِكُمْ فَإنَّ الْعِرْقُ دَسّاسٌ» وفي ذلِكَ يَقُولُ الشاعِرُ :
لا تَخْطِبَنَّ سِوى كَرِيْمَةِ مَعْشَرٍ |
|
فَالْعِرْقُ دَسّاسٌ مِنَ الْجِهَتَيْنِ |
أَوَ ما تَرى أنَّ النَّتِيجَةَ دائماً |
|
تَبَعُ الأخَسِّ مِنَ الْمُقَدِّمَتَيْنِ |
(٣) أسد الغابة (٣ / ٤٢٣) والوافي بالوفيات (٢٠ / ٦٣).
(٤) سرّ السلسلة (٨٨) ومعالم أنساب العرب (٢٥٤).
(٥) كذا ضبطه العلاّمة الأُردوبادي ، والمطبوع في المصادر : (إلى امراةٍ) وفي الكتب المتأخرة (انظر لي امراةً).
(٦) عمدة الطالب (ص ٣٥٧).
(٧) وبنو كلابٍ كانوا مِنْ أَشْرافِ الْعَرَبِ ، وفيهم ذُؤابَةُ المَجْدِ من بني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، وفيهم