وفي نصٍّ آخر : قال عقيل : إنّه ليس في العرب أشجعُ ـ أو أفرسُ ـ من آباء أُمّ البَنِيْنَ الّتي وَلَدَتْها الفُحولةُ من العرب ، وهم بنُو كِلاب.
ولقد صَدَّقَ العَبّاسُ توقُّع أبيه في أُمّه ، حيثُ حقّق أروع أمثلة البسالة والمروءة في كربلاء ، مقرُوناً بسائر ملكاته الفاضلة الّتي بدتْ في تلك المعركة الحاسمة من الإيمان والوفاء وغيرهما من سيرته المعنويّة.
وكَفَى العَبّاس فخراً أنْ تنطبق عليه نُبُوءةُ أبيه ، وتتحقَّقَ فيه أُمنيتُهُ الّتي قصدَها من ذلك الزواج المُقدّس.
متى تزوّجها الإمام أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام؟
لا ريبَ أنّ الإمام عليه السلام كان قد أقدم عليها متخذاً نصب عينيه وصيّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنّته في قوله : «اختاروا لنُطَفِكُم ، فإنّ الخال أحد الضَجِيْعَيْن» (١).
وذكر سبطُ ابن الجوزي أولاد أُممّ البَنِيْنَ الأربعة ، وقال : تزوّجها [الإمامُ عليه السلام] بعد فاطمة (٢). وذكر زوجات الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام :
__________________
يقولُ جرير في هجاء الراعي النُّمَيريّ :
فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ |
|
فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلابا |
ونُمَير هو ابن عامر بن صعصعة ، وكعب وكلاب ابْنا أَخِيْهِ ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَة ، لكنّ الشَّرَفَ والسُّؤْدَدَ كانا في أَولادِهِما دُوْنَ أَوْلادِ نمير.
(١) رواه الكليني في الكافي (٥ / ٣٣٢) باب ١٢ ح ٣. والطوسي في تهذيب الأحكام (٧ / ٤٠٢) ب ٣٤.
(٢) تذكرة الخواص (١ / ٦٦٤).