الله إيّاه يوم القيامة.
قال صعصعة : إنّما يمنعه اللهُ الفجرةَ وشَرَبَةَ الخَمْر ، لعنك اللهُ ولعنَ هذا الفاسقَ ـ يعني الوليد بن عقبة ـ فشتموهُ وتهدّدوه.
فرجع صعصعة وأخبره بما كان ، وأنّ معاوية قال : سيأتيكم رأيي ، فسرّب الخيل مع أبي الأعور ليمنعهم الماء ، فلمّا سمع عليُّ ذلك قال : قاتلوهم على الماء.
وقاتلوهم حتّى خلّوا بنهم وبين الماء ، وصار في أيدي أصحاب عليّ ، فقالوا : والله لا نسقيه أهل الشام ، فأرسل عليّ إلى أصحابه : أن خذوا من الماء حاجتكم ، وخلّوا عنهم! فإنّ الله نصركم ببغيهم وظلمهم!!! (١).
وفي مطلع الحسين عليه السلام من المدينة :
من عِبَر التاريخ ما وقع في طريق الحسين عليه السلام إلى الشهادة ، لمّا خرج من المدينة خائفاً يترقّب ، بعد تهديد آل أُميّة له بالقتل إنْ لم يُبايع يزيد ، الخليفةَ المفروض على الأُمّة عُدواناً ، فكان له مع الماء حديث ، شرحنا بعضه في كتابنا «الحسين عليهم السلام سماته وسيرته» بعنوان «البركة والإعجاز» فقلنا :
من معجزات النبي صلى الله عليه وآله ، المذكورة في سيرته : أنّه تَفَلَ في بئرٍ قد جَفَّتْ ، فكثُر ماؤُها ، وعذب ، وأَمهى ، وأمرى. وهذا المعجز من بركة نبيّ الرحمة للعالمين : قليلٌ من كثير ، وغيضٌ من فيض.
__________________
(١) الكامل لابن الأثير (٣ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥).