قيام ، فإذا فرغ من الإراقة أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاءٍ بماءٍ ولا حجر» قال الذهبي : «قلت : لعلّه يرخّص بمذهب من لا يوجب الاستنجاء!».
ثـمّ حكـى عن ابن النجّـار : «وكـنّا نسـمع منه يوماً أجمع ، فنصلّي ولا يصلّي معنا ، ولا يقوم لصلاة ...».
قال الذهبي : «وقد سمعت أبا العبّاس ابن الظاهري يقول : كان ابن طبرزد لا يصلّي» (١).
ثمّ إنّ الذهبي روى خبرين بترجمة (مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي القصّاب) في سند أحدهما «زاهر» والآخر «عمر» فقال : «في الإسنادين ضعف ، من جهة زاهر وعمر ، لإخلالهما بالصلاة ، فلو كان فيَّ ورع لَما رويتُ لمن هذا نعته» (٢).
لكنْ في مشايخ الذهبي غير واحدٍ من هؤلاء ، فقد نصَّ ـ مثلاً ـ بترجمة (علي بن مظفّر الإسكندراني ، شيخ دار الحديث النفيسيّة!! المتوفّى سنة ٧١٦) : «لم يكن عليه ضوء في دينه ، حملني الشره على السماع من مثله ، والله يسامحه ، كان يخلُّ بالصلوات ، ويُرمى بعظائم!!» (٣).
وذكر بترجمة (الشيخ المعمّر أبو المعالي عثمان بن علي بن المعمّر ابن أبي عِمامة البغدادي البقّال) : «قال ابن النجّار : كان عسراً ، غير مرضي السيرة ، يخلُّ بالصلوات ، ويرتكب المحظورات» (٤).
وبترجمة (الجعابي) الموصوف بـ «الحافظ البارع العلاّمة ، قاضي
___________
(١) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٠٧ رقم ٢٦٦.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣١٧.
(٣) معجم الشيوخ ٢ / ٥٨ رقم ٥٦١.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٥٣ رقم ٢٦١.